أردوغان: لسنا في حاجة إلى أوروبا بل هي بحاجة إلى تركيا

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 23.10.2017 00:00
آخر تحديث في 23.10.2017 19:24
أردوغان: لسنا في حاجة إلى أوروبا بل هي بحاجة إلى تركيا

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، تغاضي الدول الأوروبية عن مآسي شعوب الشرق الأوسط ومسلمي الروهنغيا، مشددًا على أن تركيا ليست بحاجة إلى أوروبا "بل أوروبا بحاجة إلينا".

كلام أردوغان جاء خلال كلمة ألقاها بحفل أقامته الرئاسة التركية بالعاصمة أنقرة، بمناسبة الذكرى الـ 14 لرحيل الرئيس البوسني الأسبق علي عزت بيغوفيتش.

وأضاف أن الدول الأوروبية اعتبرت في تسعينيات القرن الماضي أن حقوق الإنسان والديمقراطية والإرادة الوطنية والحرية قيم لا تليق بالشعب البوسني، وهي تنظر اليوم بالنظرة نفسها للسوريين والفلسطينيين والليبيين.

وقال أردوغان موجها خطابه للغرب إن "الذين تجاهلوا الوحشية في البوسنة يلتزمون الصمت إزاء الوحشية التي يشهدها اليوم إقليم أراكان في ميانمار".

وتابع "نحن مثل البوسنيين، شعب كتب تاريخه بدمائه وقدم شبابًا في مقتبل العمر قرابين للحرية".

ومتحدثا عن علاقته بالزعيم الراحل، أوضح أردوغان أنه بينما كان عائدا من زيارة للنمسا قبل وفاة بيغوفيتش بفترة وجيزة، علم بأن حالته الصحة متردية فقرر التوجه إلى العاصمة البوسنية سراييفو.

وأضاف: "عندما زرته في المستشفى، وضع يدي بين كفيه وقال لي هذه الديار (البوسنة) هي ديار أحفاد الفاتحين، احموا البوسنة ودافعوا عنها".

وفي هذا السياق قال أردوغان "بإذن الله، سنواصل الدفاع عن البوسنة، وإعلاء شأنها بالتعاون مع أشقائنا البوسنيين".

ولفت الرئيس التركي إلى أن بيغوفيتش كان يجمع في شخصيته وسلوكه، الثقة بالنفس والوقار والتواضع بما يليق بالمسلم.

وأشار إلى أن الزعيم البوسني الراحل زجّ به في السجن فقط لأنه كان مفكرا ومناضلا مسلما يحمل في قلبه هموم العالم الإسلامي إلى جانب البوسنة والهرسك.

وفي سياق آخر، طالب أردوغان "الدول الأوروبية بالكف عن استهداف تركيا (..) وأن يعود مسؤولوها إلى رشدهم وحسّهم السليم"، لافتا إلى أن "تصعيد حالة العداء للأجانب لن تفيد أحدًا".

وأضاف أن "حلم الوصول إلى السلطة من خلال معاداة الإسلام لن يوصل أيًا منهم (الزعماء الأوروبيين) إلى أي مكان".

وانتقد استخدام السلطات النمساوية في مطار فيينا، الكلاب لتفتيش المسافرين الأتراك.

وأضاف "يقومون في الغرب بتفتيش أحد مواطنينا باستخدام الكلاب، ما هذه الصفاقة؟ (..) لماذا لا يقوم الشرطي بنفسه بتفتيش ذاك المواطن؟ (..) لأن هذه التصرفات هي جزء من شخصيتهم وشِيَمِهم، وهذه التصرفات لا توجد لدى المسلمين، لأن المسلم لا يظلم".

وأكد أن "تركيا ماضية قدما في تحقيق أهدافها الإستراتيجية (..) ولن تتراجع، وسيعلم من يظن أنه قادر على تركيعنا أنه ارتكب أخطاءً جسيمة".

وختم أردوغان بالتشديد أن "تركيا ليست بحاجة إلى أوروبا، بل أوروبا بحاجة إلينا، وحتى لو رفضوا ذلك فإن بلادنا ستبقى العلاج لمشاكلهم المزمنة والمتزايدة".