بعدما هجَّرت الروهينغا من راكان... بورما تحاول تغيير التركيبة الديمغرافية للإقليم

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 02.04.2018 00:00
آخر تحديث في 02.04.2018 19:51
الروهينغا أهل الأرض أصبحوا خارجها رويترز الروهينغا أهل الأرض أصبحوا خارجها (رويترز)

يبدو أن السلطات البورمية تحاول إغراء عشرات من العائلات البوذية القبلية بالارتحال من بنغلادش إلى بورما والاستقرار في أراض فر منها المسلمون الروهينغا بعدما تعرضوا له من تطهير عرقي على يد تلك السلطات ومليشيا بوذية.

فقد صرح عدد من المسؤولين في بنغلادش، اليوم الاثنين، أن حوالي خمسين عائلة بوذية بنغلاديشية انتقلت من التلال النائية ومناطق الغابات في بنغلادش إلى راخين بعدما جذبتها عروض بالحصول على أراض وغذاء مجانا في هذه الولاية التي شهدت أعمال عنف أجبرت مئات الآلاف من الروهينغا على الفرار.

وقال موينغ سوي ثوي المستشار في مجلس إقليم بندربان في مقاطعة تشيتاتونغ لوكالة فرانس برس إن العائلات التي تنتمي إلى قبائل اتنيتي مارما ومرو غادرت ديارها في إقليم تل بندربان. وأضاف أن 22 عائلة غادرت أيضا قراها في محمية غابة سانغو الشهر الماضي.

وأوضح أن "بورما تسعى إلى جذب" هذه العائلات البوذية بمعظمها وبينها بعض المسيحيين إلى راخين حيث يمكنها الحصول على أرض وجنسية ومواد غذائية مجانا لخمس سنوات.

وتابع موينغ سوي ثوي "سيملؤون الأرض التي أخلاها الروهينغا برحيلهم من بورما"، مؤكدا أن هؤلاء القادمين الجدد "فقراء جدا".

وكان حوالي 700 ألف من الروهينغا المسلمين هربوا من راخين إلى مخيمات في بنغلادش منذ أن بدأت ميانمار في آب/أغسطس حملة قمع وصفتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة بأنها تطهير عرقي.

واكد مسؤولان في حكومة المنطقة هجرة هذه العائلات مشيرين إلى أن 55 منها من العائلات القبلية انتقلت إلى ميانمار.


وقال جهانجير عالم لفرانس برس "أغراهم بعض الناس في بورما للإقامة في بيوت مجانية والحصول على غذاء مجاني لخمس أو سبع سنوات. بعض العائلات انتقلت إلى هناك بعدما جذبتها هذه العروض".


وتابع أن بعض هذه المجموعات القبلية لديها أقرباء في راخين وهؤلاء الأقرباء يحاولون دفع هؤلاء البنغلادشيين للمجيء إلى المنطقة.

وأشار مسؤول آخر في الحكومة يدعى آل كايسر إلى أن أحد أبناء هذه القبائل قتل وجرح عدد من أفراد عائلته في انفجار لغم خلال عبورهم الحدود من بلدة علي كادام إلى بورما.


وصرح المسؤولون في بنغلادش إنهم يشتبهون بوجود دوافع سياسية وراء هذه الهجرة. وقال أحدهم طالبا عدم كشف هويته "نعتقد أن بورما ربما تريد استخدام هؤلاء الناس لنشر أخبار تفيد أن البوذيين يتعرضون للتعذيب والاضطهاد في بنغلادش ولهذا السبب غادروها".


وأكد مسؤول أمني من بنغلادش أن بورما أعادت توطين آلاف من البوذيين في راخين بناء على خطط تشمل تقديم غذاء وبيوت وأبقار مجانا وأموال. مؤكداً أن أكثر من مئة عائلة غادرت المنطقة وتوجهت إلى بورما في السنوات الثلاث الأخيرة.

وقال مراقبون إن السلطات البورمية تنفذ خططا هندسية اجتماعية منهجية في غياب عدد كبير من الروهينغا.


هذا ويجري تنفيذ سلسلة من المشاريع التنموية التي ستغير المنطقة ديمغرافيا وإثنياً وبرعاية الجيش والحكومة أو يتم تمويلها من القطاع الخاص.