الرئاسة التركية تحتفي بالكنوز الوطنية البشرية الحية

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 12.02.2020 13:55
الرئيس أردوغان حفل توزيع الجوائز على المتفوقين في مختلف أشكال الفنون والممارسات الثقافية الأناضول الرئيس أردوغان حفل توزيع الجوائز على المتفوقين في مختلف أشكال الفنون والممارسات الثقافية (الأناضول)

لا تزال تركيا منذ عام 2008 تقدّم سنوياً لائحة تضم أسماء أهم الحرفيين والفنانين والمؤثرين في الحياة الثقافية، باعتبارهم "كنوزاً بشرية حية"، كجزء من اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي.

وتنص بنود المعاهدة على إجراء تقييمات وفقاً لمجموعة معينة من المعايير، بهدف التعرف على المتفوقين في مختلف أشكال الفنون والممارسات الثقافية كل عام. وفي هذا العام استضاف مركز "بيشتبة" الوطني للمؤتمرات والثقافة في المجمع الرئاسي بأنقرة، حفل توزيع الجوائز بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقد حصل العديد من المبدعين على الجوائز التي قام الرئيس أردوغان بمنحها وتسليمها لهم، منهم "أمو بايلماز" و"أورهان غوفان" و"فيدان أتماجا" و"حسن بيوك اشيك" وغيرهم. وذلك عن مجموعة متنوعة من الإبداعات ابتداءاً من النسج اليدوي إلى الأفلام السينمائية، ومن المقطوعات الموسيقية إلى فنون الرخام والرسم والأعمال اليدوية القيمة والفريدة.

وقال الرئيس متحدثًا في الحفل: "إن الفنانين والحرفيين الذين نالوا هذه الجائزة، يستحقون كل شكرنا على الأعمال التي أبدعوها من خلال تكريس حياتهم وقيمهم لبلادنا وللعالم. إن حضارتنا حضارة حب. والحب مجبول بتراب هذه الأرض، فالأناضول هي أرض العشاق بقدر ما هي أرض الشهداء والمحاربين القدامى والشجعان، والأناضول هي موطن الناس المهرة الذين يحبون كل ما يصنعوه. من السلاجقة إلى الإمبراطورية العثمانية، نهضت الحضارات بالحب، وصنع حبر الخطاطين ومطارق الحرفيين الرائعين هنا روائع حب لأكثر من 1000 عام، وإذا لم يكن في قلوبنا حب، فلن تكون هناك إبداعات في عشرات الفنون التقليدية. ولا توجد كلمات كافية لتكريم هؤلاء الحرفيين الذين تمتلئ أيديهم بمثل هذا الكم الهائل من الحب والموهبة الفريدة. واليوم، تتجه كل الأنظار إلى أرضنا الخصبة المعطاءة بفضل هؤلاء الكنوز البشرية".

وأشار أردوغان إلى أن تركيا بقيت معزولة عن ثقافتها الأصلية وفنونها وآدابها في الحقبة التي أعقبت تأسيس الجمهورية مباشرة، مضيفاً: "لقد سخر نهج حياتنا الثقافية خلال سنوات الحزب الواحد من قيمنا الأصيلة واعتبرها طرزاً بائداً عفا عليه الزمن، وحاول إقصائها عن أراضينا بكل وسيلة. هذه الفاشية الثقافية، التي ترى أن قيم الأمة ما هي إلا علامات تدل على التخلف، شكلت أكبر ضربة للحياة الثقافية والفنية في تركيا، لكننا أقمنا دولة جديدة تعير أهمية كبيرة لتراثنا الثقافي، وتتجنب التمييز ضد الفنانين على مدى 17 عاماً".

وأوضح الرئيس أردوغان قائلا:

"تمثل تركيا واحدة من أفضل خمس دول ذات أعلى عدد من القيم الثقافية من بين 178 دولة مدرجة على قوائم اليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي، بـ 18 قيمة ثقافية. إن مجرد ذكر بعض الأسماء الواردة في تلك القائمة يكفي لإظهار قيمة ثروتنا. ونحن في هذه المناسبة، نكرم الفنانين الذين فقدناهم مؤخراً، ونقدم احترامنا لهم وندعو الله لهم بالرحمة، ونتمنى التوفيق والصحة للحرفيين والمبدعين المهرة الذين يشرفوننا بوجودهم، وأود أن أشكرهم، لأننا نعتبرهم ضمان حضارتنا. إن كنوزنا الإنسانية الثمينة هم أعلام ثقافتنا الوطنية وخير ممثلين لتقليد الأستاذ والمتدرب".

وفي معرض حديثه عن أعداد المهرة والفنانين التي لا تحصى في تركيا، الذين يرغبون بالحفاظ على تراثها القديم المتعلق بالفنون التقليدية في جميع أنحاء البلاد، أوضح الرئيس أردوغان أن الفنون التقليدية، كما هو الحال مع كل الأمور التقليدية، قد تأثرت بالتكنولوجيا، قائلاً: "يواجه الحرفيون بعض الصعوبات في العثور على المتدربين الراغبين بالتعلم من أجل الحفاظ على فنونهم. ويمثل كل فن منسي أو منقرض خسارة في ذاكرتنا الوطنية. نحن حساسون للغاية في هذا الجانب ونؤيد مشاريع مساعدة الحرفيين التي تديرها وزارة الثقافة والسياحة، إلى جانب جهود مختلف الجمعيات الخيرية والبلديات. ومع ذلك، فجهودنا غير كافية، وعلى شبابنا أن يتحملوا مسؤولية تبني هذه الفنون ورعايتها".