مع اقتراب الخريف .. الأتراك يؤدون صلاة الاستسقاء

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 22.09.2020 14:23
من الأرشيف (من الأرشيف)

مع اقتراب دنو الصيف من نهايته وحلول فصل الخريف، أقام الأتراك "صلاة الاستسقاء" في العديد من المناطق الريفية في البلاد تأسياً بسنة النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام. كما أقيمت العديد من صلوات الاستسقاء في ولاية أضنة التي شهدت حرائق غابات هذا الصيف.

والعادة أن تقام صلاة الاستسقاء سنويا في تركيا، لاستزادة خصوبة الأرض ومكافحة الجفاف الذي يؤثر سلباً على الأراضي الزراعية الشاسعة في البلاد. كما اعتادت المجتمعات الريفية التركية على تأدية هذه الصلاة في أوقات الجفاف منذ عهد أتراك "أوغوز" في القرن الثامن وطوال التاريخ العثماني والتركي، في المرتفعات القريبة من القرى الريفية وفي باحات المساجد كما أقيمت إبان العصر العثماني في آيا صوفيا وميدان السلطان أحمد وحتى في القصر الإمبراطوري العثماني في أدرنة أيضاً.

ويجتمع الناس عادة لأداء هذه الصلاة في منطقة معينة ليس من الضروري أن تكون مسجداً. وفي الأيام التي تسبق الصلاة، يزور الأهالي الساحة المخصصة على أن تكون من أكثر النقاط ارتفاعاً في المنطقة، ويشرعوا في جمع 7000 حجر صغير أو حصى يساعدهم على التسبيح والدعاء بأعداد لها دلالات معينة مستوحاة من المشايخ والأجداد.

يتجمع الناس قبيل أداء الصلاة في منازل محددة مسبقاً من أجل جمع أموال الصدقات التي تتبرع بها كل الناس، تستخدم في شراء المواشي من أجل ذبحها في المكان المحدد، وإعدادها كوجبة للمشاركين في الصلاة. ويراعى في عملية شراء المواشي عدم الإفراط في المساومة حفظاً للبركة ومنعاً للجدل والنقاش في مثل هذه الأجواء الروحية الصافية.

وفي يوم أداء الصلاة ينطلق الناس في الصباح الباكر، وغالبيتهم من الرجال إذ لا يحبذ اصطحاب النساء ولا كبار السن، ويرتقون معاً إلى المكان المحدد. حاملين معهم 7000 حجر، بالإضافة إلى الأضاحي أو البرغل أو الأرز أو القمح ليتم طبخها بمراجل كبيرة. كما يتم خلال عبور أحد الجداول تشجيع الأبناء الأوائل للعائلات المشاركة، على الغطس في الماء ويمنعوا من عصر الماء من ملابسهم في أعقاب ذلك بل تركها لتجف من تلقاء نفسها إظهاراً لأهمية وندرة المياه.

وبمجرد وصول المشاركين إلى الساحة المرتفعة، يبدأ الإمام صلاة الاستسقاء بصوت عالٍ وبنبرة توسل وتضرع لله سبحانه وتعالى كي يغيثهم ويرسل المطر مدراراً على أراضيهم. وبعد التسليم من الصلاة، يندفع الجميع إلى بلداتهم ومنازلهم متيقنين أن المطر نازل لا محالة واثقين في قدرة الله ورحمته وكرمه وجوده سبحانه، والغريب أنه في أحيانٍ كثيرةٍ يسبقهم المطر ويبلل ثيابهم وهم لا زالوا في مصلاهم.