سكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة ينتظرون إعصار فلورنس بخوف

وكالة الأنباء الفرنسية
اسطنبول
نشر في 12.09.2019 12:54
سكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة ينتظرون إعصار فلورنس بخوف

يستعد عدد كبير من سكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة لوصول الاعصار فلورنس المتوقع أن يترافق مع رياح عاتية وأمطار غزيرة حيث امتلأت المتاجر وازدحمت الطرقات السريعة في كارولاينا الجنوبية والشمالية فجر الاربعاء بالاشخاص الهاربين من أعنف عاصفة تشهدها المنطقة منذ عقود.

وشملت أوامر الاجلاء 1,7 مليون شخص في كارولاينا الجنوبية وكارولاينا الشمالية وفرجينيا. وهذه الولايات الثلاث هي المهددة أكثر بالاعصار فلورنس الذي يتقدم نحو غرب وشمال غرب البلاد بسرعة تبلغ 28 كلم في الساعة على ان يصل الخميس الى السواحل الاميركية بحسب المركز الوطني للاعاصير.

وفيما التزم كثيرون في المناطق الساحلية بأوامر الاجلاء فضل آخرون البقاء وتحدي العاصمة التي يرتقب ان تتسبب بفيضانات.

وحذر حاكم كارولاينا الشمالية روي كوبر من أن البقاء سيشكل خطأ فادحا قائلا إن السكان في المناطق التي دعي سكانها لاخلاء منازلهم يجب ان "يخرجوا فورا". وأضاف "هذه العاصفة تاريخية وقد تحصل مرة واحدة فقط".

ويتوقع خبراء الأرصاد أن تتراجع قوة الاعصار إلى الفئة الثالثة عندما يصل كارولاينا الشمالية وكارولاينا الجنوبية ليل الخميس أو في ساعة مبكرة الجمعة.

لكن الاعصار الذي كان لا يزال عند الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (11,00 ت غ) في الفئة الرابعة (من أصل خمسة) مع رياح بلغت سرعتها 220 كلم في الساعة يمكن أن يصل حتى بنسلفانيا كما حذرت الوكالة الفدرالية لادارة الاوضاع الطارئة.

وكان مركزه على بعد 925 كلم شرق-جنوب شرق كيب فير بكارولاينا الشمالية ويتوجه بسرعة 28 كلم بالساعة في اتجاه الغرب-شمال الغرب.

وفي تصريحات له في المكتب البيضاوي حض الرئيس دونالد ترامب الاهالي على الامتثال لأوامر الاجلاء قائلا "إذا طلبت منكم المغادرة، فغادروا".

واضاف "هذه العاصفة ستكون أكبر بكثير مما شاهدنا في عقود ربما".

وأعلن الجيش الاميركي انه يستعد للمساهمة مع الوكالة "لمساعدة الولايات الواقعة على طريق الاعصار فلورنس".

وقال بروك لونغ رئيس الوكالة الفدرالية لادارة الأوضاع الطارئة الذي كان يتحدث إلى جانب ترامب في المكتب البيضاوي، إن فلورنس قد يكون "عاصفة مدمرة جدا".

وقال لونغ "ستنقطع الكهرباء لأسابيع ... ستنزحون من منازلكم في المناطق الساحلية، وستحدث فيضانات في المناطق الداخلية أيضا".

في منتجع رايتسفيل بيتش في كارولاينا الشمالية، قام العديد من السكان بنصب ألواح خشبية على نوافذهم ووضع أكياس رمل تحسبا لرياح عنيفة وفيضانات.

وقال أحدهم ويدعى جيم وينيغ "لم نشهد عاصفة بمثل هذه القوة هنا منذ عام 1950، قد تخلف مشاهد فوضى على مدى أسبوع" مضيفا انه "ينتظر اللحظة الاخيرة قبل ان يقرر ما إذا كان سيرحل أم سيبقى في منزله".

في تشارلستون، المدينة السياحية الكبرى في كارولاينا الجنوبية حيث أغلق العديد من المتاجر والمطاعم، تجاهل البعض أوامر الاجلاء.

وتقول ديزيريه تايلور وهي ممرضة إنها تعتزم البقاء في شقتها في ضواحي تشارلستون وتعتمد على المولد الكهربائي لدى جيرانها لتغذية ثلاجتها مضيفة لوكالة فرانس برس "كل الناس متضامنون".

وفضل سكان آخرون الرحيل، مثل مايكل كينيدي المهندس لدى مجموعة بوينغ والذي قال انه سيتوجه الى منزل والديه في اتلانتا في جورجيا.

وفي فرجينيا تم نقل عدد من المساجين الى سجن في داخل الولاية. لكن في كارولاينا الجنوبية سيبقى ألف آخرون في مركز الاعتقال فيه "حفاظا على سلامتهم" بحسب ما افادت وسائل الاعلام المحلية نقلا عن متحدث باسم مصلحة السجون.

وتوجه عدد كبير من السكان الى المتاجر الكبرى للتزود بالمواد الغذائية والمياه والاحتياجات الاولية.

كما طلبت الوكالة الفدرالية المكلفة ضبط الاسلحة النارية في الولايات المتحدة ايضا من بائعي الاسلحة ابقاء مخزوناتهم من الاسلحة والمتفجرات والذخائر في أماكن آمنة.

وقال جيفري بيارد المسؤول في الوكالة الفدرالية لادارة الاوضاع الطارئة "إنه اعصار قوي سيضرب سواحل كارولاينا كما لم يشهد السكان منذ عقود".

وحذر من انه من المتوقع انقطاع الكهرباء وحصول دمار في المباني والطرقات والجسور وكذلك فيضانات واسعة النطاق واضرار يمكن "ان تتسبب بضحايا".

وبعدما أعلنت الولايات الساحلية الثلاث وماريلاند والعاصمة الفدرالية واشنطن حالة الطوارئ، تسود مخاوف من هطول أمطار غزيرة بسبب الاعصار يمكن أن تؤدي الى فيضانات مفاجئة بعد الامطار التي هطلت منذ عدة ايام.