الاحتفال بعيد الأم يرجع إلى 106 سنوات.. فما هي تقاليد هذا اليوم حول العالم

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 08.05.2020 14:08
آخر تحديث في 09.05.2020 05:02
الاحتفال بعيد الأم يرجع إلى 106 سنوات.. فما هي تقاليد هذا اليوم حول العالم

قبل 106 أعوام من الآن تم الاحتفال بأول عيد أم رسمي في أمريكا، ومنذ ذلك الحين انتشر الاحتفال بهذا اليوم في جميع أنحاء العالم. ومن الطبيعي أن تكون التقاليد والاحتفالات بهذه المناسبة قد تغيرت خلال قرن من الزمن، منذ أن قامت "آنا غارفيس" لأول مرة بدعوة المجتمع لتكريم الأمهات وتخصيص يوم في السنة للاحتفال بهن.

سارت "غارفيس" التي لم تكن متزوجة والتي لم تصبح أمّاً على الإطلاق، على خطى والدتها، التي ساعدت في إنشاء "نوادي العمل النهارية للأمهات" في منتصف القرن التاسع عشر، بهدف تعليم الأمهات في ولاية "فرجينيا" الأمريكية رعاية أطفالهن بشكل صحيح. وبعد وفاة والدتها في عام 1905، قررت "آنا غارفيس" أن تخصص يوماً محدداً للتعريف بالتضحيات التي تقدمها الأمهات لأطفالهن. واحتفل لأول مرة بيوم الأمهات في عام 1908 في عدة أماكن وولايات أمريكية منها كنيسةٍ بولاية فرجينيا ومتاجر مشهورة في فيلادلفيا وبنسلفانيا. وما لبث الاحتفال بهذه المناسبة أن انتشر إلى العديد من الولايات في السنوات التالية.

وركزت "غارفيس" في دعوتها لتخصيص عيد للأمهات، على أن الأعياد الوطنية كانت آنذاك موجهة للرجال في عمومها. وقامت بحملةٍ ضخمة كتبت خلالها عشرات الرسائل للسياسيين والصحف تطلب منهم إضافة هذا اليوم إلى التقويم الوطني. وفي عام 1914، وقّع الرئيس "ويلسون" قانوناً رسمياً بتخصيص الأحد الثاني من مايو كعيد للأم.

لكن المناسبة ذات المعاني السامية لم تستغرق زمناً طويلاً لتصبح مناسبة تجاريةً تتنافس فيها المحال والشركات وحتى المصانع على إنتاج الهدايا والزهور والتذكارات وكل ما يمكن أن يتداول في مثل هذه المناسبة. الأمر الذي دفع "غارفيس" في وقت لاحق لإدانة تحوّل اليوم عن معناه الأصلي، وحثّ الأمريكيين على التوقف عن شراء الزهور والبطاقات لإهداء الأمهات، وحتى مقاضاة الشركات بزعم إساءة استخدام اسم عيد الأم، والضغط في نهاية المطاف من أجل إزالة المناسبة من تقويم الولايات المتحدة.

لكن الأمر لم يتغير ولم تتم إزالة عيد الأم من التقويم واستمر الاحتفال به في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في تركيا التي تم الاحتفال بعيد الأم لأول مرة فيها عام 1955، ويتميز هذا اليوم بالزيارات العائلية وتقديم الزهور أو الهدايا للأمهات.

وفي المملكة المتحدة، يقدم الأبناء أزهار النرجس للأمهات، بينما تقدم البنات كعكة الفاكهة التي تحمل قيمة رمزية خاصة. وتحتفل المملكة المتحدة بعيد الأم منذ ثلاثينيات القرن الماضي في اليوم الثالث قبل عيد الفصح من كل عام.

أما في فرنسا فقد شجعت الحكومة الفرنسية العائلات بعد الحرب العالمية الأولى، على منح أمهاتهم ميداليات الأبطال لأنهن يدعمن المجتمع في إعادة بناء السكان بعد الخسائر البشرية الجسيمة التي سببتها الحرب. لكن معظم الأبناء الفرنسيين اليوم يهدون أمهاتهم كعكات على شكل أزهار بدلاً من الميداليات.

وتتنوع طرق تكريم الأمهات وتتعدد في جميع أنحاء العالم ولا تقتصر الهدايا على الكعك أو الزهور بل لا ينحصر تاريخ هذا اليوم في شهر مايو فقط. ففي الهند، يتم الاحتفال بعيد الأم في أكتوبر خلال مهرجان الأيام العشرة المعروف باسم "دورجا بوجا" وخلال هذه الفترة، تقضي العائلات أيامها في إعداد وجبات لذيذة، وتقديم الهدايا وتزيين المنازل.

وفي تايلاند، يتم الاحتفال بعيد الأم في أغسطس في عيد ميلاد الملكة الأم "سيريكيت" التي تحكم البلاد حالياً.

وفي إثيوبيا، يقام مهرجان "انا تروشت" المكرس لتكريم الأمومة في بداية الخريف. وخلال هذا الاحتفال الذي يستغرق ثلاثة أيام، تقوم العائلات بإعداد وجبات خاصة والاحتفال بالغناء والرقص.

وفي اليابان، يتم الاحتفال بعيد الأم في شهر مارس بإهداء الأمهات زهر القرنفل الأبيض، الذي يرمز في الثقافة اليابانية إلى سمو قيمة الأم وشدة تحملها.

ومهما يكن التنوع والاختلاف بالتعبير بين المجتمعات والثقافات فإن جوهر هذا اليوم الجميل لا يتغير، بل إن الأمهات يجب أن يلقين تكريماً وإهداء ومحبة في كل أيام السنة لقاء التضحية والعطاء والإخلاص الذي يحملنه لأبنائهن دائماً.