ترامب يضع الكمامة وخطة إنعاش أوروبية تاريخية للتعافي من تداعيات الفيروس

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 21.07.2020 10:51
ترامب كان من المعارضين لارتداء الكمامة الفرنسية ترامب كان من المعارضين لارتداء الكمامة (الفرنسية)

وافق الرئيس الأميركي أخيراً على وضع الكمامة للوقاية من كوفيد-19، فيما توصل القادة الأوروبيون الثلاثاء إلى اتفاق حول خطة تاريخية لإنعاش اقتصادات الاتحاد التي تعاني بشدة من تداعيات الجائحة.

وأصاب الفيروس أكثر من 14,6 مليون شخص وأودى بأكثر من 600 ألف منذ ظهوره للمرة الأولى في الصين، فيما ترد تحذيرات من تسارع تفشيه في إفريقيا.

ورغم الآمال المعلقة على لقاحين قيد التطوير ضد كوفيد-19، فإن الخيارات المتاحة لمكافحة انتشاره تبقى محدودة، وفي طليعتها وضع الكمامات الواقية، الأمر الذي امتنع دونالد ترامب وحلفاؤه السياسيون لأشهر عن تشجيع الناس على القيام به.

لكن ترامب بدل موقفه الاثنين ونشر على تويتر صورة له واضعا كمامة وأرفقها برسالة تقول "نحن متحدون في جهودنا للتغلب على الفيروس الصيني الخفي، وكثر يقولون إن وضع كمامة هو عمل وطني مع استحالة احترام مسافة التباعد الاجتماعي".

وتابع "لا أحد أكثر وطنية مني، رئيسكم المفضل!".

وتجهد السلطات الأميركية للتصدي للأزمة فيما يقترب عدد الإصابات بالفيروس من أربعة ملايين مع أكثر من 140 ألف وفاة، فيما يتعرض ترامب لانتقادات على خلفية إدارته لتفشي الوباء.

ويسعى الرئيس للرد على للغضب الشعبي قبل نحو 100 يوم فقط على الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، وسط تصاعد الكلفة البشرية والخسائر الفادحة على الاقتصاد الأميركي.

وبات عشرات ملايين الأميركيين عاطلين عن العمل، فيما تنتهي الإعانات الإضافية المقدمة لتجنيب البعض الفقر، نهاية تموز/يوليو.

اتفاق "تاريخي" للاتحاد الأوروبي:

على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، اتفق القادة الأوروبيون على حزمة مساعدات بقيمة 750 مليار يورو لمساعدة اقتصاد التكتل على الخروج من أسوأ ركود في تاريخه. وتتوزع هذه الحزمة بين 390 مليار من المساعدات و360 مليار يورو من القروض.

وتمنح المساعدات للدول الأكثر تضررا من وباء كوفيد-19، وهي تمثل دينا مشتركا يتعين على الدول الـ27 سداده بصورة جماعية. أما القروض، فيتعين على الدول المستفيدة منها سدادها.

وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال عن الاتفاق فيما كانت مهمته إدارة المفاوضات التي شهدت ممانعة شديدة من بعض الدول لتقديم أموال لدول تعتبرها متساهلة جدا على صعيد الإنفاق العام.

ومع تضرر الدول الأكثر ثراء بالجائحة، حذر الخبراء من أن التداعيات ستكون على أشدها في مناطق أكثر فقرا مثل إفريقيا.

وتبرز مخاوف جديدة خصوصا جنوب إفريقيا حيث تجاوزت حصيلة الوفيات عتبة الخمسة آلاف في نهاية الأسبوع.

ويمكن أن يكون الوضع في جنوب إفريقيا بمثابة "تحذير" لباقي دول القارة، وفق ما أعلن مدير الحالات الصحية الطارئة في منظمة الصحة العالمية مايكل راين.

وأضاف "أنا قلق جداً إذ بدأنا نرى تسارعاً لوتيرة المرض في إفريقيا".

كذلك تعاني دول أميركا اللاتينية من تداعيات الجائحة، فيما تجاوزت حصيلة الوفيات في البرازيل، ثاني الدول الأكثر تضررا في العالم بالوباء، عتبة 80 ألف وفاة الاثنين.

آمال بالتوصل للقاح:

وظهر تفاؤل الاثنين إزاء احتمال التوصل للقاح، بعد نشر نتائج دراستين.

وأظهرت تجارب أجريت على أكثر من ألف بالغ في بريطانيا استجابة مناعية للقاح ضد فيروس كورونا المستجد.

وأظهرت دراسة أخرى في الصين على أكثر من 500 شخص أن معظم المرضى أظهروا استجابة مناعية قوية على صعيد إنتاج الأجسام المضادة.

والتوصل إلى لقاح فعال أساسي للعودة إلى الحياة الطبيعية، ولا سيما السفر وتنظيم تجمعات دينية كبيرة مثل الحج.

فقد قلصت المملكة العربية السعودية حجم المشاركة في الحج بسبب المخاوف من الفيروس وأعلنت أنه سيتم السماح لنحو ألف شخص فقط بأداء الحج هذا العام، بالمقارنة مع 2,5 مليون شخص أدوا المناسك في 2019.

وإلى أن يتم تطوير لقاح، يسعى كثيرون لتجنب مخاطر كوفيد-19 وتأمين لقمة العيش.