علماء أتراك يطورون الذكاء الاصطناعي لحماية صغار السلاحف

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 24.01.2024 18:40

ابتكر فريق من العلماء من جامعة الشرق الأوسط التقنية (METU) شمال قبرص، نظاماً رائداً للذكاء الاصطناعي باستخدام مركبات جوية بدون طيار، للكشف عن السلاحف البحرية التي تصل إلى شواطئ الجزيرة لوضع البيوض. وتقوم التكنولوجيا المبتكرة بتنبيه المتطوعين تلقائياً، لاتخاذ تدابير وقائية في الوقت المناسب بهدف حماية الأنواع المهددة بالانقراض.

وقدمت البروفيسورة يليز يشيل إدا، المحاضرة في هندسة الكمبيوتر في جامعة الشرق الأوسط التقنية شمال قبرص، إلى جانب أستاذ هندسة الكمبيوتر أنور إيفر، ومحاضر هندسة الكهرباء والإلكترونيات جيم ديريك أوغلو، والأستاذة المساعدة في هندسة الطيران آنا براش، رؤىً حول المشروع القائم على الذكاء الاصطناعي.

وشددت يشيل إدا على الطبيعة المتعددة التخصصات للمشروع، الذي يضم طلاباً من مجالات هندسية متنوعة يتعاونون لتحقيق هدف مشترك. ويتمحور تركيز المبادرة حول حماية السلاحف البحرية خلال فترات وضع البيوض على شواطئ جمهورية شمال قبرص التركية.

ومن المتعارف عليه أن المتطوعين يقومون بدوريات راجلة على الشواطئ لحماية السلاحف. لكن الجديد ضمن نطاق هذا المشروع، هو تطوير نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف عن وجود السلاحف البحرية تلقائياً، وتوفير إشعارات فورية للمتطوعين.

وتضمنت العملية إنشاء مجموعة بياناتٍ لخوارزمية الذكاء الاصطناعي، باستخدام صور فوتوغرافية وصور للسلاحف البحرية كبيرة الرأس، وتدريب الذكاء الاصطناعي للتعرف على هذه السلاحف البحرية بالاعتماد على تلك البيانات. وبالإضافة إلى ذلك، وبالتعاون مع طلاب الطيران، تم تطوير طائرة بدون طيار مزودة بكاميرات ذات قدرات مختلفة، تقوم بمسح الشاطئ ومعالجة الصور الملتقطة واتخاذ القرارات بشكل مستقل بناءً على خوارزمية الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

كما تم تصميم نظام الذكاء الاصطناعي لمسح شواطئ محددة في جميع أنحاء الجزيرة، باستخدام الطائرات بدون طيار وإرسال رسائل آلية إلى المتطوعين فيما يتعلق بحالة السلاحف البحرية.

وسلطت يشيل إدا الضوء على استمرار أبحاثهم، مشيرةً إلى دراسة جديدة تركز على اكتشاف لحظة فقس صغار السلاحف. ولهذا الغرض، تم إعداد مجموعة بيانات جديدة عن السلاحف الصغيرة لتعزيز قدرات نظام الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر. ويطمح الفريق إلى إنشاء حل للذكاء الاصطناعي لا ينبه المتطوعين فقط عندما تضع السلاحف البالغة بيوضها، بل يساعد أيضاً في حماية صغار السلاحف عن طريق منع الضرر المحتمل من الحيوانات الأخرى.

ويعرض المشروع التقاطع بين التكنولوجيا والحفاظ على البيئة، ويجسد إمكانات الذكاء الاصطناعي في حماية الحياة البرية، ما يشكل سابقة ملهمة لجهود الحفاظ على البيئة في المستقبل.