المتحدث باسم الرئاسة التركية: التطرف العنيف ظاهرة دولية ليس لها علاقة بالدين والاستعمار الغربي أحد أسبابها

اسطنبول
نشر في 09.04.2016 00:00
آخر تحديث في 09.04.2016 15:19
وكالة الإخلاص للأنباء وكالة الإخلاص للأنباء

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالين، إن "التطرف العنيف هو ظاهرة دولية سواء أكانت دينية أو غير دينية، وهنالك العديد من الأسباب لظهور العنف، وينبغي علينا أن نفهم أسبابها وكيفية علاجها، وأن الإرهاب لا يقتصر على الشرق الأوسط فقط، والتاريخ الحديث أثبت أن الاستعمار أدى إلى نتائج هائلة مثل القنابل الذرية، أو المذابح الجماعية في البوسنة، وهذا كله أدى إلى ظاهرة العنف."

جاء ذلك خلال كلمته، اليوم السبت، بالجلسة الافتتاحية مؤتمر "التطرف العنفي في منطقة الشرق الأوسط"، الذي انطلقت فعالياته اليوم باسطنبول، بمشاركة عشرات الباحثين من تركيا ودول المنطقة وأوروبا.

وأضاف قالين: "لو نظرنا إلى خطاب البغدادي (أبو بكر زعيم تنظيم داعش) عام ٢٠١٤، لوجدنا أن هنالك محاولة لتبرير وجودهم من خلال استخدام النصوص الدينية في القرآن أو السنة، وفي الحقيقة لا يوجد أي تبرير في الإسلام لذلك الشيء لأن الإسلام يتبنى ثقافة التسامح، وهنالك الكثير من المجموعات التي تقوم باستغلال الأفكار الدينية، حيث تم هذا الأمر في الكثير من مناطق مختلفة في العالم."

من جهته، قال محمد دانجو، السفير السابق لدولة جنوب أفريقيا في ليبيا: "منذ أن أعلن داعش عام ٢٠١٤ عن تأسيس الخلافة، قام بزعزعة الأمن في العراق وسوريا، بالإضافة إلى محاولته إعلان دولته في أفغانستان والسعودية والجزائر والعديد من الدول الإسلامية، وقام بشن الهجمات على العديد من الدول الغربية، من خلال التجنيد في أواسط الشباب.".

وتابع "داعش قام بمحاولة الإثبات لكل الأطراف بأنه قادر على فرض سيطرته على العديد من المناطق، مع تبني شعار باقية وتتمدد لخلافته، وقام بتعزيز نفسه من خلال التوسعات التي فرضها، خصوصا في العراق وسوريا."

وفي السياق ذاته رأى طالب جان، النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية (الحاكم) أنه "ليس كل أنواع التطرف هو ديني، وهنالك عدة أشكال من التطرف الإسلامي والعلماني"، قائلاً "لو نظرنا إلى تركيا فنجد أنها تتعرض إلى الإرهاب منذ ٣٥ عاماً، من قبل البي كا كا، مع أن هذه المجموعات ليس لها علاقة بالدين."

واستطرد "من أسباب ظهور العنف هو انغلاق عقول المسلمين على من حولهم في العالم، وأحد الآثار لهذا الانغلاق هو عدم الانفتاح، بالإضافة إلى الحرب بالوكالة التي تخوضها بعض الدول، مثل روسيا وأمريكا وإيران، وإن حركة التجنيد لا يقتصر مفهومها فقط على الدول الإسلامية، بل يتعدى إلى الدول الغربية، والأرقام تؤكد ذلك."


ويهدف المؤتمر الذي ينظمه "منتدى الشرق" (غير حكومي)، ومركز الدراسات الأفريقية الشرق أوسطية (غير حكومي)، على مدار يومين، إلى إعادة النظر في قضية الإرهاب والتشدد الديني بشكل عام، و"داعش" بشكل خاص.

ويشارك في المؤتمر عشرات الباحثين والمستشارين على الصعيد الرسمي والمؤسساتي من دول الشرق الأوسط وأوروبا، بالإضافة إلى دولة جنوب أفريقيا، بحسب القائمين عليه.

و"منتدى الشرق" هو مؤسسة عالمية مستقلة، تهدف إلى ترسيخ قيم التواصل والحوار والديمقراطية بين أبناء منطقة الشرق، والمساهمة في بناء مستقبل مستقر سياسياً ومزدهر اقتصادياً، من خلال تنمية الوعي السياسي وتبادل الخبرات وتحديد الأولويات بالإضافة إلى تعزيز الفهم المتبادل بين المنطقة ومحيطها الدولي، ومقرها في العاصمة السويسرية، بحسب ما تعرف نفسها على موقعها الإلكتروني.