الموقف الروسي بين قتل المدنيين في سوريا ومطالبة تركيا بسحب قواتها من العراق

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 31.05.2016 00:00
آخر تحديث في 01.06.2016 08:55
اسوشيتد برس اسوشيتد برس

قد يندهش من يستمع لتصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، التي طالب فيها تركيا بسحب قواتها من العراق، في الوقت الذي تعيث فيه الطائرات الروسية فساداً في االمدن السورية.

وطالب لافروف، اليوم، تركيا بسحب قواتها من العراق، مضيفاً إن وجود القوات التركية في العراق ليس مقبولاً على الإطلاق. بحسب ما نقلته وكالة الإعلام الروسية.

الغريب في الأمرليس إطلاق لافروف لتصريحات مثل هذه، رغم علمه بأن القوات التركية المتواجدة بالعراق، تقوم بمهام تدريبية، لقوات البيشمركة على محاربة تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب قوة محدودة لتأمين معسكر التدريب، تمكنت أكثر من مرة من صد هجمات داعش على المعسكر. لكن الملفت أن يجرأ وزير الخارجية الروسي على إطلاق تلك التصريحات في الوقت الذي تفعل فيه القوات الروسية ما يحلوا لها داخل الأراضي السورية، وفي ظل القصف المتواصل على المدن السورية، الذي دائماً ما يستهدف المدنيين.

ورغم أن روسيا لم تآبه يوماً بالإدانات الدولية، ولا مطالبات المجتمع الدولي بوقف غاراتها التي تستهدف المدنيين في سوريا، نجد لافروف يطالب بتدخل المجتمع الدولي بالتدخل للضغط على تركيا، حيث قال في تصريحاته اليوم " .. من حيث المبدأ أعتقد أن ما يفعله الأتراك يستحق اهتماماً عاماً أكبر بكثير من جانب شركائنا الغربيين."

ولعل هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها روسيا إثارة المجتمع الدولي ضد تركيا، حيث قامت روسيا في ديسمبر/كانون أول الماضي برفع الأمر إلى مجلس الأمن سعياً لاستصدار قرار يدين تركيا، دون حتى أن تستشير العراق- وهو ما صرح به السفير العراقي لدى الأمم المتحدة "محمد علي الحكيم" حيث قال أن موسكو لم تستشر بغداد بشأن مبادرتها تلك- وجاء قرار مجلس الأمن "محبطاً" للجانب الروسي، حيث اعتبر قرار مجلس الأمن أن الأمر شأن داخلي ينبغي حله بين تركيا والعراق، دون تدخل أطراف أخرى.

مشاهد القصف الروسي المروعة واستهداف المدارس والستشفيات والأهداف المدنية، أعادت إلى الأذهان سياسة " تهجير المدنيين" التي انتهجتها روسيا قبل ذلك في الشيشان، إذ أرغمت المدنيين على الهجرة وترك وطنهم ومنازلهم عبر إرهابهم من خلال استهداف مناطقهم بعد فشلها في القضاء على المقاتلين الشيشان براً.

وتسعى روسيا لوقف الدعم الذي توفره الحاضنة المدنية لقوات المعارضة من خلال الدعم الجوي الذي تقدمه لقوات الأسد التي تتحرك براً، حيث تهدف من وراء ذلك إلى تشكيل ضغط على السكان المحليين من أجل وقف دعمهم لمقاتلي المعارضة.

ورغم أن روسيا دائماً ما تدعي أنها مع الحل السياسي في سوريا، وأن غاراتها الجوية في سوريا تستهدف فقط مقاتلي تنظيمي داعش، وجبهة النصرة، نجد أن 90 بالمئة من هجماتها تستهدف المدن الواقعة تحت سيطرة المعارضة المعتدلة. والمستشفيات والأهداف المدنية على وجه الخصوص، حيث استهدفت الغارات الروسية منذ بدايتها في 30 ديسمبر الماضي، 24 مستشفى في عدة مدن، ما أدى إلى تدمير 11 منها بالكامل، إضافة إلى تعطيل عمل سبع مستشفيات أخرى خوفاً من القصف.

وأدى القصف الروسي على المدن السورية إلى مقتل 2099 مواطن مدني سوري منهم 500 طفلاً دون سن الـ 18، و318 امرأة، و1281 رجلاً. بحسب ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان. بينما لا زالت موسكو تدعي أنها تحارب فقط إرهابيي داعش والنصرة في الأراضي السورية.