اختطاف فرنسية تدير منظمة إنسانية في مالي

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 26.12.2016 00:00
آخر تحديث في 26.12.2016 22:06

تستمر عمليات البحث للعثور على فرنسية في الستين من العمر تدعى صوفي بيترونان وهي مديرة منظمة غير حكومية لمساعدة الأطفال، بعدما خطفها مسلحون مجهولون في غاو بشمال مالي.

وتعمل بيترونان منذ حوالي 15 عاماً في كبرى مدن شمال مالي على رأس جمعية "إيد آ غاو" (مساعدة غاو) التي أنشأتها لتقديم المساعدة للأطفال الذين يعانون سوء التغذية.

وكانت هذه الطبيبة المختصة في علم التغذية قد نجت في 2012 في اللحظة الأخيرة من المسلحين الذين سيطروا لأشهر على غاو، بفضل متمردين طوارق قاموا بتهريبها إلى الجزائر.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الأحد، خطف صوفي بيترونان في ليلة عيد الميلاد، مؤكدة أنها "على اتصال مع السلطات المالية وتبذل كامل جهدها للبحث عنها وتحريرها في أسرع وقت ممكن".

وأكد مصدر أمني مالي في باماكو: "نواصل عمليات البحث للعثور على صوفي. لدينا رجال على الأرض للعثور عليها لكن حتى الآن لم نتوصل إلى أي نتيجة".

وذكر مصدر عسكري فرنسي أن "جنودا فرنسيين في قوة برخان يشاركون فعليا في عمليات البحث مع الماليين"، دون أن يضيف أي تفاصيل. وتضم عملية برخان اربعة آلاف رجل في منطقة الساحل وتملك قاعدة عسكرية مهمة في غاو تضم خصوصا مروحيات.

وفي حال لم يتم الإفراج عن صوفي بيترونان بسرعة إذ أثبتت التجربة أن الساعات الأولى التي تلي الخطف حاسمة جداً، فستكون رهينة فرنسية جديدة في منطقة الساحل.

وآخر رهينة فرنسية كانت الفرنسية التونسية نوران حواص التي خطفت في اليمن في كانون الأول/ديسمبر 2015 وأفرج عنها في تشرين الأول/أكتوبر 2016 بفضل وساطة قامت بها سلطنة عمان.

بين 2010 و2013 خُطف 13 فرنسيا أو قتلوا في منطقة الساحل على أيدي جماعة متشددة مرتبطة بدرجة ما بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحتى عصابات تريد بيع غنائمها إلى هذا التنظيم.

عمليات الخطف تتعلق بشكل رئيسي بالمال وطلب الفديات في إطار "تجارة رهائن" يشارك فيها عدد كبير من الوسطاء يدفعهم دافع الربح خصوصا؛ رغم أن الخاطفين يحاولون إضفاء صورة العملية السياسية على هكذا أمور.

وترى الإدارة المتخصصة بهذه المفاوضات في الاستخبارات الفرنسية أن النقطة الرئيسية هي التوصل إلى معرفة الوسطاء المناسبين وهو ما قد يستغرق شهرا.

وترفض فرنسا رسميا دفع فديات، لكنها في الواقع تجري ترتيبات مالية وفي بعض الأحيان معقدة، للتوصل إلى تحرير رهائن.

وقد أكد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند أنه منذ وصوله إلى السلطة في 2012 "لم ندفع أي قرش".

لكنه عدل من تصريحاته قائلا إن "فرنسا لا تدفع فدية لكن لديها ما يكفي من الأصدقاء ليصبح الأمر بدلا من الفديات، خدمات. إنها مبادرة مجاملة وحسن علاقات ولا تتعلق بمبالغ كبيرة"؛ ما أثار انتقادات واسعة في فرنسا.