صحافي أمريكي يحاول الابتعاد عن أخبار ترامب لمدة أسبوع كامل

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 23.02.2017 00:00
آخر تحديث في 24.02.2017 03:47
صحافي أمريكي يحاول الابتعاد عن أخبار ترامب لمدة أسبوع كامل

ربما سمع الكثير من العرب ممن يعانون القلق والتوتر جراء ما يحدث في بلادهم من مآسٍ وأحداث، نصيحة المختصين النفسيين "بالابتعاد عن سماع الأخبار" حتى ترتاح نفسيتهم.

هنا، صحافي أمريكي جاءته فكرة مفادها ماذا لو امتنع عن متابعة أخبار ترامب لأسبوع كامل!

عادة ما يمضي الصحافي في نيويورك تايمز، فرهاد مانجو، وقتاً كبيراً في قراءة أو مشاهدة الأخبار، لا سيما آخر المستجدات على الساحة السياسية. لكنه فكر في القيام بتحد ليختبر مدى قوة وقع الإعلام وتأثيره على الفرد الأمريكي منذ تولي الرئيس ترامب مقاليد الحكم، واحتلال ذلك لكل الأخبار المقروءة والمسموعة.

التحدي كان ألا يقرأ أو يشاهد أي شيء لمدة أسبوع كامل. حتى يرى كيف يبدو العالم خارج تلك الجبال من المقالات والتحليلات التي تتحدث عن ترامب وعهده. نتائج عديدة توصل إليها الصحافي.

أولاً، ليس هناك في الفضاء الإعلامي وفي الصحافة إجمالاً مكان واحدن ليس فيه خبر عن ترامب. بل هناك ما هو أسوأ. إذ لاحظ أن معظم المقالات سواء ذات المحتوى السياسي أو غيره، تتحدث باستمرار عن الرئيس الأمريكي بطريقة أو بأخرى.

في المحصلة، هو في كل مكان. فنراه على سبيل المثال في مقالة تتحدث عن المسلسل التلفزيوني الفكاهي "نظرية الانفجار الكبير". ونراه في البرامج التلفزيونية الثقافية، وحتى في برامج الرياضة. إنه في كل مكان.

يقول فرهاد: "تبين لي في تجربتي الانعزالية، أن الرئيس ترامب لا يسيطر فقط على الصحافة المحلية والسياسية، بل هو شبه موجود في كل وسائل الإعلام... سياسية أو لا. لم يعد ترامب هو الرسالة، بل أصبح في كثير من الأحيان الوسيط نفسه، والأثير الذي تمر عبره كل الحكايات".

اختار فرهاد لتجربته المواقع الإخبارية التقليدية، إنما في أبواب بعيدة، نسبياً، عن دونالد ترامب. كما كان يطلع على مواقع غير أمريكية، مثل بي بي سي البريطانية، ومواقع متخصصة بالعلوم أو بالأسواق. وطبعاً، أمضى وقتاً كبيراً على المواقع الاجتماعية، لا سيما فيسبوك وتويتر حيث يقول فرهاد إنه كان عليه القفز مراراً وتكراراً فوق "البوستات" حتى يتجنب تلك التي تتحدث عن ترامب. فإذن... أين يذهب المرء إن أراد ألا يلتقي بترامب؟

يقول فرهاد إن سنابشات وإنستغرام كانت سليمة نسبياً، لكن الرئيس ظل يظهر فيها بشكل غير مباشر. حتى موقع أمازون اقترح عليَّ شراء ورق التواليت مطبوع عليها صور ترامب.

ويضيف فرهاد: "صحيح أن جميع الرؤساء الأمريكيين يحظون بتغطية إعلامية كبيرة، لكن لم يحدث لرئيس أبداً أن حاز هذا القدر من الشعبية في حياته مثلما يحدث مع ترامب اليوم. وأعتقد أن حتى الشخصيات الأكثر شعبية، في الماضي أو الحاضر، مثل أوباما وهتلر وبن لادن ومايكل جاكسون... لم يحصلوا على ما يحصل عليه ترامب من تغطية إعلامية".

ويتابع فرهاد في الحديث عن تجربته: "خلال الحرب العالمية الثانية، كانت الصحف مليئة بأخبار ليس لها أية علاقة بالحرب. واليوم أيضاً، بعض الصحف مليئة بالأخبار التي لا تتحدث عن ترامب؛ لكن قلة من الناس باتت تقرأ هذه الصحف. فنحن اليوم إما على فيسبوك أو أمام التلفاز، وهنا الحديث حصراً أو شبه حصري عن دونالد ترامب".

ويختم فرهاد تجربته بقوله: "لم أتوقف عن القراءة ومتابعة الأخبار. وأمضيت الكثير من الوقت على الإنترنت. لكنني بذلت جهداً مضاعفاً للبحث عن مواقع خالية من اسم ترامب".