تصدع في جبهة السيسي: الجنرال يتهم زملاءه بالتواصل مع المعارضة ويبدأ بحصار صدقي صبحي

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 08.07.2015 00:00
آخر تحديث في 08.07.2015 16:28
تصدع في جبهة السيسي: الجنرال يتهم زملاءه بالتواصل مع المعارضة ويبدأ بحصار صدقي صبحي

حصلت "ديلي صباح العربية" على معلومات حصرية حول طبيعة التوجهات والخلافات التى بدأت تظهر داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر، أعلى هيئة عسكرية في الجيش المصري، والتى نفذت الانقلاب العسكري ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 تموز/يوليو 2013 .

فقد كشف مصدر عسكري مطلع لديلي صباح العربية، أن عددا من أعضاء المجلس بدأوا في التواصل عبر وسطاء، مع شخصيات بالمعارضة المصرية في أوروبا و أماكن أخرى، وتبادل وجهات النظر حول الوضع في مصر.

وأكد المصدر أن السيسي واجه بعض أعضاء المجلس العسكري بمعلومات تتعلق بهذا الأمر مما أسفر عن عدة خلافات داخل المجلس.

وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، أن السيسي عازم بقوة على إجراء تغييرات بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة لكنه ينتظر التوقيت المناسب، والذي لن يأتي إلا بعد إجراء تغييرات في قيادات المناطق العسكرية الرئيسية والألوية المهمة، وهو ما سيقوم به السيسي بالفعل خلال الفترة القادمة حيث أنه سيجري حركة تغييرات في قيادات الجيشين الثاني والثالث الميدانيين ، وهما أهم قسمين في الجيش المصري.

وأكد المصدر أيضا أن أحد اهم أبرز خلافات السيسي داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الآن، مع اللواء محمد العصار، مسئول التسليح بالمجلس، والمقرب من الولايات المتحدة الأمريكية، وسر خلافه مع السيسي هو أن الأخير يعتبره مقربا أكثر من اللازم من رجال الأعمال المحسوبين على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ، والذين يرون أن السيسي يبالغ في مطالبته لهم بدعمه اقتصاديا.

وتابع المصدر قائلا أن أهم تحد يقف الآن أمام السيسي هو وزير الدفاع الحالي صدقي صبحي شريك الرئيس الحالي في كل المراحل السابقة بدءا من التخطيط لإسقاط محمد مرسي، والذي تم تحصينه في الدستور ليبقى في منصبه ثماني سنوات، والتي تحتاج إقالته لموافقة كل أعضاء المجلس العسكري.

وأشار المصدر إلى أن هناك عدة اختلافات في وجهات النظر ظهرت مؤخرا بين كل من السيسي وصدقي صبحي، لكن أهمها يتعلق بـ"قوة الانتشار السريع" التى شكلها السيسي قبيل ترشحه للرئاسة، وهي القوة التى أمدها السيسي بكل أنواع الأسلحة بما في ذلك الطائرات، والتى تدين له شخصيا بالولاء و ينتقي منها حرسه الشخصي، هذه القوة يرى صدقي صبحي أنها عبارة عن جيش مستقل عن الجيش المصري خارج سيطرته، ونجح في إقناع أعضاء آخرين بالمجلس العسكري بوجهة نظره.

وتابع المصدر موضحا أنه منذ اللحظات الأولى لتعيين صدقي صبحي وزيرا للدفاع فإن السيسي يقوم بمحاصرته في منصبه عبر ربط ولاء باقي القيادات بالمجلس العسكري بشخصه هو – السيسي- وهو ما بات مزعجا لصدقي صبحي، خاصة وأن قائد الأركان بالجيش – اللواء محمود حجازي – هو صهر السيسي، كما أن القائد الحالي للمخابرات الحربية ، أهم جهاز أمني بالجيش ، هو أحد المقربين من السيسي وهو اللواء محمد الشحات.

ويشير المصدر أيضا إلى أن من النقاط التى تثير حفيظة السيسي الآن تجاه صدقي صبحي ، هو أن الأخير مازال قريبا من جهات ودول إقليمية معنية بملف الجيش المصري، وأنه يستقبل وفودا لهذه الدول بمكتبه أحيانا دون علم السيسي.

تجدر الإشارة إلى أن جدلا كبيرا ثار في مصر الأسبوع قبل الماضي عندما ترأس صدقي صبحي اجتماعا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بدون حضور السيسي ، الذي كان أحيانا يقطع زيارات خارجية ليحضر اجتماعات المجلس.