بعد شهر من تحطمها.. انتشال الصندوق الأسود للطائرة المصرية

وكالات
اسطنبول
نشر في 16.06.2016 00:00
آخر تحديث في 17.06.2016 15:40
بعد شهر من تحطمها.. انتشال الصندوق الأسود للطائرة المصرية

بعد 29 يوماً على تحطم طائرة مصر للطيران في البحر المتوسط بين جزيرة كريت اليونانية والسواحل الشمالية المصرية تم انتشال أحد الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين يمكنهما المساهمة في كشف ملابسات الكارثة.

وأعلنت لجنة التحقيق المصرية في بيان أن السفينة جون ليثبريدج التي تستأجرها الحكومة المصرية للمشاركة في عمليات البحث في البحر المتوسط تمكنت من العثور على "مسجل محادثات قمرة القيادة".

وأضافت أنه "تم انتشال الصندوق على عدة مراحل وقد وجد فى حالة تحطم إلا أن أجهزة السفينة تمكنت من انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة والتي تعتبر أهم جزء فى جهاز المسجل".

وأوضحت أنه "تجري حالياً ترتيبات عملية نقله من السفينة إلى الاسكندرية" وأن النيابة العامة المصرية أصدرت قراراً بنقله إلى لجنة التحقيق الفني في الكارثة.

ويعمل الصندوق الأسود كجهاز تسجيل ويحوي عادة ساعتين من التسجيلات تتضمن كل ما يقوله قائد الطائرة ومساعده والاتصالات بين قمرة القيادة وأفراد الطاقم، كما يحوي تسجيلات لأصوات تعكس الأجواء العامة داخل الطائرة.

وكانت لجنة التحقيق أعلنت مساء الأربعاء إنه تم تحديد "عدة مواقع رئيسية" لحطام طائرة مصر للطيران. وأمكن العثور على الصندوق الأسود وانتشاله بفضل السفينة المزودة بروبوت مجهز لتصوير أعماق البحار وانتشال أشياء صغيرة حتى عمق 6 آلاف متر تحت سطح البحر.

ويتولى توجيه الروبوت البحري عن بعد أفراد طاقم السفينة التابعة لشركة ديب أوشون سيرش (دي او اس) ومقرها في موريشيوس وهي متخصصة في البحث عن الحطام على أعماق كبيرة للغاية.

وتجري عمليات البحث في نطاق محدد على بعد قرابة 290 كيلومتراً شمال السواحل المصرية، بين هذه السواحل وجزيرة كريت اليونانية. ويقول المحققون إن أعماق البحر في هذه المنطقة تصل إلى 3 آلاف متر بحد أقصى.

ولفتت شركة إيرباص الفرنسية لصناعة الطائرات في بيان صباح الخميس إلى أن الصندوقين الأسودين وحدهما "بإمكانهما المساعدة في فهم كامل لتسلسل الأحداث التي أدت إلى هذا الحادث المأساوي".

- سبب تحطم الطائرة؟

تحطمت طائرة "إيرباص إي 320" وهي في طريقها من باريس إلى القاهرة في 19 أيار/مايو الماضي أثناء تحليقها بين جزيرة كريت اليونانية وساحل مصر الشمالي وعلى متنها 66 راكباً بينهم 40 مصريا و15 فرنسيا، بعدما اختفت من شاشات الرادار لسبب لا يزال مجهولاً.

وتراجعت فرضية الاعتداء التي طرحتها مصر في البدايةأامام فرضية الحادث التقني. فقد أصدرت الطائرة انذارات أوتوماتيكية قبل دقيقتين من سقوطها، مشيرة إلى دخان في قمرة القيادة وإلى عطل في جهاز الكومبيوتر الذي ينظم الأوامر.

اختفت الطائرة من على شاشات الرادار وهي على ارتفاع 11 كيلومتراً بعيد دخولها المجال الجوي المصري.

وقبيل اختفائها، ولمدة دقيقتين أصدر نظام البث التلقائي إشارات من الطائرة توضح أنه تم تشغيل 10 أجهزة إنذار على متنها.

وبحسب الإشارات الصادرة من نظام البث التلقائي، فإن دخاناً تصاعد في قمرة قيادة الطائرة وفي أحد الحمامات وكذلك أسفل قمرة القيادة.

وأكدت لجنة التحقيق المصرية التي يعاونها محققون فرنسيون من هيئة السلامة الجوية الفرنسية وخبراء من شركة إيرباص أن الطائرة انعطفت 90 درجة إلى اليسار ثم التفت حول نفسها 360 درجة باتجاه اليمين قبل أن تبدأ سقوطها على الأرجح.

وفي الأول من حزيران/يونيو، أكد محققون مصريون وفرنسيون التقاط إشارة من أحد الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة.

وسيتوقف الصندوق الأسود الثاني عن إصدار إشارات في 24 حزيران/يونيو الجاري، بحسب المحققين، لكن تجهيزات السفينة جون ليثبريدج "ستتيح بشكل شبه مؤكد العثور عليه وانتشاله حتى لو توقف عن إصدار أي إشارات"، بحسب المصدر المقرب من التحقيق.