بعد 3 سنوات من الحرمان.. أطفال جرابلس يتطلعون لمقاعد الدراسة بعد رحيل داعش

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 02.09.2016 00:00
آخر تحديث في 02.09.2016 15:12
بعد 3 سنوات من الحرمان.. أطفال جرابلس يتطلعون لمقاعد الدراسة بعد رحيل داعش

لم تطأ أقدام أطفال مدينة "جرابلس" السورية باحات مدارسهم منذ سيطرة تنظيم داعش الإرهابي قبل 3 سنوات وحتى انسحابه منها الأسبوع الماضي، وهم يتطلعون لمقاعد الدراسة ليتمكنوا من أخذ فرصتهم في القراءة والكتابة.

وقد حُرم آلاف الأطفال في المدينة من التعليم بعد أن حول التنظيم المدارس إلى مقرات عسكرية لعناصره، ومنع أي مبادرات فردية أو دخول المنظمات المختصة للقيام بهذه المهمة.

ولم يبق في المدارس بعد انسحاب التنظيم سوى بعض المقاعد المكسرة، فيما تواصل كتائب الهندسة التابعة للجيش السوري الحر تنظيف تلك المدارس من الألغام التي زرعها التنظيم قبل انسحابه من المدينة.

وخلال جولة في المدينة، أكد العديد من الأهالي أنهم لم يتمكنوا من إرسال أبنائهم إلى المدارس، فيما عبر بعض الأطفال ما بين سن 7 و13 ممن لا يعرفون القراءة والكتابة عن تطلعهم ورغبتهم بأخذ فرصتهم بعد تحرير مدينتهم.

وأفاد المواطن صالح المحمد، الذي عمل ممرضاً قبل دخول التنظيم للمدينة، أن "داعش عندما دخل المدينة بدأ بإلغاء بعض المواد الدراسية لأنها لا تناسب فكره ثم ألغى التعليم بشكل كامل، وانهمك في تجنيد الأطفال للقتال في صفوفه".

واعتبر المحمد أن "التنظيم بإجراءاته العديدة، أعاد المدينة مئات السنين إلى الوراء"، مشيراً إلى أن "حالة الجهل بين الأطفال التي خلفها داعش، تحتاج إلى سنوات طويلة للتخلص منها، وخاصة أن قسما من أولئك الأطفال كبر ومن الصعوبة البدء معه من الصف الأول مجدداً".

من جانبه قال أبو محمد (فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية)، إن "لديه 3 أطفال في سن الدراسة الابتدائية لم يتمكنوا من الذهاب للمدرسة، ولا يستطيعون القراءة والكتابة"، مضيفاً أن "داعش اعتبر العديد من المواد الدراسية في المناهج كفراً لا يجوز تدريسها".

ودعا أبو محمد فصائل الجيش الحر الموجودة في المدينة والمنظمات الإنسانية، للعمل سريعاً على إعادة تأهيل قطاع التعليم وتأمين عودة الأطفال إلى مدارسهم حتى لا تتفاقم المشكلة أكثر.

ودعمًا لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع التحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في "جرابلس"، تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، خاصة "داعش" الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء.