زيارة إلى "عاصمة الغاز في العالم" في قطر

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 23.02.2017 00:00
آخر تحديث في 24.02.2017 00:25
زيارة إلى عاصمة الغاز في العالم في قطر

على بعد نحو ساعة من العاصمة القطرية، وعند نهاية الطريق 77، تقع منطقة رأس لفان الصناعية الضخمة والمحاطة بالسرية التامة... مرحبا في "عاصمة الغاز في العالم".

وقد دعت الحكومة القطرية فريقاً من الصحفيين في زيارة نادرة للموقع تحت عنوان: "مرحبا بكم في عاصمة الغاز في العالم" للاطلاع على ما تخفيه أبواب هذه المنطقة المغلقة بإحكام والمحمية على مدار الساعة، حيث يعمل 30 ألف شخص في مجال تسييل الغاز وتصديره في عشرات المنشآت التي تشكل معاً أحد أكثر المواقع الصناعية إبهاراً في العالم.

رأس لفان هي مقر إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال الناتج من عملية صناعية معقدة يتم فيها تبريد الغاز إلى 162 درجة مئوية تحت الصفر ما يسمح بجعله أكثر سهولة للتصدير. ويتدفق الغاز الطبيعي المسال من حقل غاز الشمال الضخم، الواقع على بعد نحو 80 كلم شمال رأس لفان في مياه الخليج، على مساحة ستة الاف كلم مربع، أي نحو نصف مساحة قطر نفسها.

ومنذ أول عملية تصدير إلى اليابان في عام 1997، ساهمت الأرباح التي حصلتها الإمارة من قطاع الغاز في جعلها إحدى أغنى دول العالم.

أظهرت دراسة نشرتها شركة "رويال داتش شل" البريطانية للنفط والغاز، في الشهر الحالي، أن الطلب العالمي على الغاز بلغ 265 مليون طن في 2016. وتنتج الإمارة حاليا 77 مليون طن من الغاز سنويا، ما يجعلها تتحكم بنحو 30 في المئة من السوق العالمي. والرقم 77 لم يسهم فقط في تسمية الطريق السريع بين الدوحة ورأس لفان، بل جعل من قطر أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

يقول الرئيس التنفيذي لشركة "قطر للبترول" الحكومية التي تشغِّل منطقة رأس لفان، سعد الكعبي: "سنبقى لفترة طويلة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال"؛ فاحتياطات قطر من الغاز ضخمة جداً بحيث يمكن لإنتاج الإمارة من الغاز المسال أن يتواصل بوتيرته الحالية لمدة 137 سنة.

في رأس لفان، كونت قطر ثروتها المالية الهائلة. وفي حين بلغت قيمة الصادرات في عام 1997 نحو خمسة مليارات دولار، وصلت في عام 2014 إلى 125 مليار دولار؛ بحسب مركز "أو آي سي" الإحصائي. وتظهر أرقام البنك الدولي ارتفاعا في إجمالي الناتج المحلي في قطر من 11 مليار دولار في 1997 إلى 165 مليار دولار في 2015.

باختصار، رأس لفان هو مصدر ثروات وشهرة قطر: من ناطحات السحاب في الدوحة ومطارها الحائز أهم الجوائر العالمية، إلى السبب وراء فوز نادي باريس سان جيرمان بالدوري الفرنسي بأربع ألقاب متتالية، وبناء أطول مبنى في بريطانيا، واستضافة الإمارة الخليجية لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

عادة ما تكون منطقة رأس لفان بعيدة عن الأضواء، لكن رفع الستار لساعات معدودة، عنها خلال الزيارة في ظل إجراءات أمنية مشددة إذ منع التصوير بالفيديو وسمح بالتصوير الفوتوغرافي في واحدة من محطات الجولة فقط.

في منشآت المنطقة الصناعية، لا تسامح مع خرق القوانين. حتى العمال الذين ينتمون إلى 54 دولة، يلتزمون تماما بهذه القوانين، منها السرعة التي حددت على الطريق السريع حيث قد يتسبب تجاوزها بطرد المخالف من البلاد.

وكما أنه من النادر السماح لغير العمال بالدخول، فإن أطقم السفن ممنوعون من مغادرة سفنهم والنزول في المنطقة الصناعية حين تقوم هذه السفن بتحميل الغاز المسال، في عملية عادة ما تتطلب 24 ساعة.

وتحافظ قطر على سرية هذا الموقع لداوع أمنية وتجارية، إذ تبدو المنطقة كأنها موقع تصوير ضخم لأحد أفلام هوليوود: غابة من الأنابيب، وأنظمة تبريد، وسفن، وأحواض، وخمسة مراكز اطفاء، ومنازل للعمال، وحدائق.

وفوق كل ذلك، ألسنة اللهب المتصاعدة بلا توقف في سماء المنطقة، والتي يمكن رؤيتها أيضا من مرآة السيارة خلال رحلة العودة على الطريق 77.