"ريتز كارلتون" الرياض.. هكذا بدت الليلة الأولى في "السجن الذهبي"

وكالة الأنباء الفرنسية
اسطنبول
نشر في 12.02.2018 00:00
آخر تحديث في 12.02.2018 22:31
ريتز كارلتون الرياض.. هكذا بدت الليلة الأولى في السجن الذهبي

كأن توقيف عشرات الأمراء والمسؤولين السعوديين طوال ثلاثة أشهر في فندق "الريتز كارلتون" في الرياض، لم يحدث فعلا: موسيقى العود تصدح في الممرات، نزلاء يلتقطون الصور وسرير مريح في غرفة فخمة ومكلفة.

في الليلة الأولى بعد إعادة افتتاح الفندق أمام النزلاء، بحث الزبائن الذين قرروا تمضية ليلتهم فيه عن اية آثار مرتبطة بحملة التوقيفات، إلا أن أملهم خاب بعدما اكتشفوا ان الفندق عاد تماما الى ما كان عليه قبل ثلاثة أشهر.

"الفرق الوحيد ان البوابات الرئيسية فتحت من جديد"، يقول موظف استقبال مبتسما.

لكن بالنسبة الى دبلوماسي غربي جلس يحتسي كوبا من القهوة ويستمع الى موسيقى العود المتصاعدة من مكبرات الصوت، فان أهم تغيير في الفندق هو "لائحة النزلاء".

وكان هذا الفندق الفخم الذي يقيم فيه عادة رؤساء دول ووزراء ورجال اعمال، اغلق في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر بعد اطلاق حملة التوقيفات واسعة النطاق من قبل هيئة لمكافحة الفساد يترأسها ولي العهد الامير محمد بن سلمان.

واحتجز العديد من الشخصيات من بين اكثر من 381 مشتبها بهم كانوا موضع تحقيق، في الفندق الفخم الذي ازدادت شهرته بشكل كبير على الإثر.

وبين هؤلاء الوزراء والوزراء السابقين والامراء ورجال الاعمال الامير الوليد بن طلال ابن عم ولي العهد، والذي افرج عنه في 27 كانون الثاني/يناير بعد التوصل الى اتفاق مع السلطات لم يكشف مضمونه. وهو من أغنى رجال الأعمال في العالم.

وبحسب شركاء تجاريين لبعض رجال الاعمال الذين اوقفوا في الفندق، فان كل موقوف منح غرفة فيها تلفزيون، الا انهم منعوا من استخدام هواتفهم او الاتصال بالعالم الخارجي عبر الانترنت.

كما ان السلطات قامت بازالة كافة الادوات الحادة والزجاجية من اجل منع الموقوفين من الحاق الاذى بأنفسهم، وفقا للمصادر ذاتها.

ومع افتتاح الفندق امام الزبائن من جديد الاحد، عادت الادوات الحادة والاواني الزجاجية الى غرف الفندق.

ولم يتضح ما اذا كان احد الموقوفين قد أقام بالغرفة ذاتها، الا ان العديد من هؤلاء قضوا فترة احتجازهم في الغرف الكبيرة الفاخرة الاخرى التي تضم مطابخ وصالات استقبال.

وفي الليلة الاولى بعد الافتتاح الجديد، بدا وكأن إدارة الفندق قد طلبت من الموظفين عدم التحدث الى الصحافيين حول فترة احتجاز الامراء والمسؤولين ورجال الاعمال.

وقال أحد الموظفين انه كان في اجازة طوال الاشهر الثلاثة الماضية، بينما قال موظف آخر انه كان حاضرا خلال هذه الفترة، رافضا الافصاح عن اية تفاصيل حيال ما شاهده او سمعه.

وبسؤاله عن أثر حملة التوقيفات على الفندق بعدما أصبح يعرف على الانترنت باسم "السجن الفخم"، رفض مسؤول في قسم العلاقات العامة الرد او التعليق، قائلا ان المسألة "حساسة جدا".

ورفضت ادارة الفندق السماح بالتقاط الصور فيه.

وبعدما اجبروا على المغادرة مساء الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، عاد رجال أعمال الى الفندق. وقال احدهم "طُلب منا فجاة مغادرة الفندق بعدما ابلغنا بان هناك مناسبة ما. من الجيد العودة الى هنا".

عند منتصف الليل، كانت قاعة الاستقبال في الفندق خالية تماما من الزبائن. وحدهم عمال النظافة انتشروا في ارجاء المكان يعملون على تلميع الارض الرخامية.