كولونيل فرنسي: كان بوسعنا دحر داعش بخسائر مدنية ومادية أقل

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 16.02.2019 00:00
آخر تحديث في 16.02.2019 11:17
مدنيون هاربون من المعارك الفرنسية مدنيون هاربون من المعارك (الفرنسية)

قال قائد قوة المدفعية الفرنسية العاملة في العراق التي تدعم ميليشا "قسد" ضد تنظيم داعش في سوريا، إنه كان يمكن دحر المتطرفين بوقت أسرع وبدمار أقل لو أن الغرب أرسل قوات برية.

وعبر الكولونيل فرنسوا ريجي ليغرييه الذي يقود منذ تشرين الأول/أكتوبر قوة المدفعية الفرنسية في العراق، عن هذا الرأي في مقال في نشرة "ريفو ديفانس ناسيونال" ما أثار استياء في هيئة أركان الجيوش الفرنسية.

وأكد الضابط الفرنسي أنه "تم تحقيق النصر" في آخر معركة ضد تنظيم داعش جرت بين أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر في جيب هجين بشرق سوريا، "لكن ببطىء شديد وبكلفة باهظة جدا وبدمار كبير".

ولم يعد التنظيم يسيطر سوى على منطقة لا تتجاوز مساحتها الكيلومتر مربع في محافظة دير الزور بالقرب من الحدود العراقية. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن إعلانا سيصدر "في الساعات الـ24 المقبلة" حول انتهاء "الخلافة".

وكتب الكولونيل ليغرييه "بالتأكيد، تمكن الغرب عبر رفضهم إرسال قوات على الأرض، من الحد من المخاطر وخصوصا اضطرارهم لتوضيح ذلك أمام الرأي العام".

وأضاف الضابط الذي تحدث بحرية غير معهودة لعسكري في ميدان عمليات "لكن هذا الرفض يثير تساؤلا: لماذا نملك جيشا إذا كنا لا نجرؤ على استخدامه؟".

ورأى أن ألف مقاتل يملكون خبرة الحرب كانوا سيكفون "لتسوية مصير جيب هجين في أسابيع وتجنيب السكان أشهرا من الحرب".

وتابع أن الحملة "احتاجت لخمسة أشهر وتراكم في الدمار للقضاء على ألفي مقاتل لا يملكون دعما جويا ولا وسائل حرب إلكترونية ولا قوات خاصة ولا أقمارا اصطناعية".

ولجأ التحالف الدولي ضد داعش بقيادة أميركية بشكل أساسي إلى عمليات جوية دعما لتنظيم ي ب ك/بي كا كا الإرهابي، باستثناء بعض القوات الخاصة على الأرض، وخصوصا أميركية وفرنسية.

وقال الكولونيل الفرنسي "خلال ستة أشهر، سقطت آلاف القنابل على بضع عشرات من الكيلومترات المربعة كانت نتيجتها الرئيسية تدمير بنى تحتية" من مستشفيات وطرق وجسور ومساكن.

وأضاف أن التحالف "تخلى عن حريته في الحركة وخسر السيطرة على وتيرة تحركاته الإستراتيجية" عبر "تفويض" ميليشيا الـ ي ب ك القيام بالعمليات على الأرض.

وعبرت هيئة أركان الجيوش الفرنسية عن اعتراضها على ما كتبه الكولونيل الذي ينهي مهمته في العراق في نهاية شباط/فبراير "في الشكل والمضمون". وقالت "إنها ليست قضية حرية تعبير، بل مسألة واجب التحفظ والسرية المرتبط بالعمليات".