بابا الفاتيكان يبدأ زيارته للمملكة المغربية

بابا الفاتيكان فرانسيس متوجها للمغرب اليوم (الفرنسية)

يبدأ بابا الفاتيكان فرانسيس اليوم السبت زيارة للمملكة المغربية وتستمر يومين، وسط جو مشحون بين العالمين الإسلامي والغربي بعد تزايد الاعتداءات على المساجد والمسلمين وعلى وقع تداعيات مؤلمة لظاهرة الإسلاموفوبيا وتنامي كراهية المسلمين في الغرب.

ويعيش بالمغرب أقلية مسيحية (نحو 30 ألفا)، غالبيتهم من المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، في الوقت الذي يقدر عدد الكنائس في البلاد بـ 44 كنيسة، ساهم هؤلاء المهاجرون في إحيائها بعد التراجع الكبير لأعداد المسيحيين منذ نهاية الاستعمار الفرنسي والإسباني للبلاد.

يشار إلى أن بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولوس الثاني (1978-2005) سبق وزار الأراضي المغربية منذ 34 عاما تقريبا في صيف 1985، والتقى حينها الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان أول رئيس دولة عربية يوجه دعوة إلى بابا.

برنامج مكثف:

ويتضمن برنامج زيارة البابا فرانسيس للمغرب عقد مباحثات مع الملك محمد السادس، يتوقع أن تناقش عدة قضايا من ضمنها تعزيز الحوار والتعايش بين العالمين الإسلامي والمسيحي وكيفية مواجهة خطاب الكراهية والتحريض ضد الجانبين.

كما يتضمن اليوم الثاني من برنامج الزيارة إحياء البابا فرانسيس لقداس في كاتدرائية الرباط، بحضور مئات المسيحيين، بالإضافة إلى أنشطة أخرى بينها زيارة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، ثم لقائه مع المهاجرين في مقر كاريتاس الأبرشية.

ظروف صعبة:

متحدثاً عن سياق زيارة بابا الفاتيكان، يرى إدريس الكنبوري، الباحث في الفكر الإسلامي وعلم الأديان، أن الزيارة تأتي في ظروف صعبة يواجهها المسلمون في أوروبا بسبب انتشارموجات التطرف والإرهاب سواء باسم الإسلام أو باسم المسيحية.

وأضاف الكنبوري أن "الرمزية التي يتمتع بها البابا فرانسيس في العالم المسيحي وسلطته الروحية تمكنه من أن يلعب دورا في تخفيف الاحتقان في أوروبا والتخفيف من حدة الإسلاموفوبيا".

وشدد الباحث المغربي على أن الإسلاموفوبيا لها دوافع "دينية في الغالب بسبب المواقف التاريخية للكنيسة الكاثوليكية من المسلمين"، لافتا إلى أن البابا يمكن أن يستغل الزيارة لبلد عربي له طابع خاص في إلقاء خطاب "حاسم ضد الكراهية وأن يطلق مشروعا فعليا للحوار الإسلامي المسيحي"، حسب تعبيره.

وشدد على أن "الإسلاموفوبيا نتاج تراكمات تاريخية وليست وليدة اليوم وإن كان الاسم جديدا"، مبرزا أن الظاهرة "قديمة ترجع إلى الثقافة المسيحية وتصورات الكنيسة الكاثوليكية".

ودلل الكنبوري على ذلك بقوله إن "أكبر موجة للإسلاموفوبيا بوصفها كراهية الإسلام والمسلمين هي ما حصل في الحروب الصليبية"، مضيفاً "كما كان إجلاء المسلمين من الأندلس في نهاية القرن الخامس عشر تتويجا لها، ولذلك لا يمكن إبعاد مسؤولية الكنيسة الكاثوليكية عن صناعة الظاهرة تاريخيا".

وأكد المتحدث ذاته، أهمية اعتذار البابا للمسلمين عن الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش كما فعل الفاتيكان مع اليهود، مشددا على ضرورة الاعتذار بوصفه "البداية الفعلية للمصالحة بين الإسلام والمسيحية".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.