المتحف التركي ببنغازي.. تصان ساحته وجدرانه بالترميم أولى

المتحف التركي ببنغازي.. تصان ساحته وجدرانه بالترميم أولى

يستعد المجلس البلدي في مدينة بنغازي شرقي ليبيا لصيانة وتجديد ساحة "الكيش" الواقعة داخل المتحف التركي القديم بالمدينة، والتي أصبحت بعد الثورة التي أطاحت بحكم العقيد معمر القذافي عام 2011 رمزا لتجمعات التغيير في البلاد.

يأتي ذلك في ظل استمرار الإهمال الذي يعاني منه المتحف الذي يعد جزءا مهما من تاريخ المدينة ومعلمًا مهمًا من معالمها الأثرية، لاسيما منذ انهيار جزء منه أواخر أغسطس/آب 2014.

الخطوة كشف عنها أحمد العريبي، مدير مكتب الإعلام بوزارة الثقافة في الحكومة المنبثقة عن "مجلس النواب" المنعقد في طبرق(شرق)، عقب اجتماع ناقش وضع الساحة وتطويرها.

وبحسب العريبي، ضم الاجتماع "وزير الثقافة خالد نجم، وعميد بلدية بنغازي العميد أحمد العريبي وحضور كافة مدراء الشركات العامة في بنغازي العاملة في مجال البناء و الكهرباء والحدائق ناقشوا خلاله مقترح الوزير بشأن تطوير ساحة الكيش وتسميتها بساحة الشهداء".

وأضاف في تصريح للأناضول، أنه "من المقرر أن يوضع حجر الأساس لصيانة الساحة التي أخذت اسمها من المنطقة الموجودة فيها، في 16 سبتمبر/أيلول الجاري، الذي يصادف يوم عيد الشهيد في ليبيا ويحتفل به تخليدًا لذكرى استشهاد عمر المختار الذي قاتل الاحتلال الايطالي لأكثر من عشرين عام".

وأوضح أن الصيانة "ستقتصر على الساحة الواقعة وسط المتحف وملحقاتها، ولن تشمل ترميم المتحف الذي بني على مساحة 8 هكتارات ويعد من أهم المعالم الأثرية لمدينة بنغازي".

وإلى جانب أهميتها التاريخية لكونها في حدود قصر الوالي العثماني رشيد باشا، اشتهرت ساحة "الكيش" باحتضان المظاهرات السياسية وغيرها، ومنها أعلن تحرير البلاد من نظام القذافي في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 من قبل "المجلس الانتقالي" أول سلطة تشريعية في البلاد، بعد الثورة التي اندلعت في فبراير/شباط من نفس العام.

تجدر الإشارة أن حكم الدولة العثمانية لليبيا استمر من عام 1551 حتى 1912، وكانت ولاية، باسم طرابلس الغرب، وتتألف من خمس سناجق (تقسيم إداري عثماني بمعنى المنطقة) هي طرابلس الغرب، والخمس، والجبل الغربي، وفزان، وبنغازي.

ويرجع تاريخ بناء القصر أو كما يعرف باسمه الآخر "قشلة (ثكنة) البركة" إلى العهد العثماني وتحديدا خلال حكم رشيد باشا الثاني (1889-1893)، إلا أن إنجاز البناء انتهى في عهد طاهر باشا خليفة رشيد عام 1895.

وفي عام 1912 إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا تحول القصر إلى متحف عرض فيه حينها مجموعة من الآثار التي عثر عليها، وتمثلت في منحوتات وشواهد قبور من منطقة الصابري في بنغازي، إضافة لمنطقة سيدي حسين، وضم لاحقا آثارا ومنحوتات عثر عليها بمدينة شحات الأثرية (في منطقة الجبل الأخضر شمال شرقي ليبيا) قبل إنشاء متحفها الخاص.

وتم إغلاق المتحف عام 1928 عندما قامت إدارة الآثار الإيطالية بنقل الآثار إلى مدينة شحات الأثرية وهو اليوم مكان فارغ لم يستغل من قبل السلطات الليبية لأي غرض.

و في وقت سابق قالت مديرة مكتب الآثار بشرق ليبيا، سيدة السراوي إن " المتحف التركي تعرض في السنوات الأخيرة إلى انهيار أجزاء منه أكثر من مرة، كانت بسبب القذائف التي تتطاير في المدينة بسبب الحرب، و كذلك خضوعه في وقت سابق إلى عملية الترميم الخاطئ من قبل إحدى الشركات الليبية المحلية، ما اقتضى قيام السلطات في البلاد بوقف عمل الشركة".

كما كشفت السراوي أن "هناك اتفاقية وقعت بين سلطات مدينة بنغازي والحكومة التركية تقضي بترميم المبنى بأكمله من قبل الأخيرة، إلا أن الظروف الأمنية في البلاد عامة، والمدينة خاصة حالت دون تنفيذ الاتفاق ".


Kaynak: AA
Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.