تركي يختصر 3 آلاف سنة من "عصر الزيتون" في متحف

وكالة الأناضول للأنباء
إزمير
نشر في 29.11.2016 00:00
آخر تحديث في 29.11.2016 22:06
تركي يختصر 3 آلاف سنة من عصر الزيتون في متحف

حقق الطبيب الجراح "ليفنت كوستام" حلم طفولته، بإنشاء متحف لعصر الزيتون، بولاية إزمير، غربي تركيا، الأكبر في العالم، بعد 15 عاماً من بدء تنفيذه.

يروي المتحف، الذي أنشأه "كوستام"، قصة عصر الزيتون قبل 3 آلاف عام حتى يومنا، وارتباط الجراح بهذه الشجرة المباركة، منذ نعومة أظفاره حتى تخصصه في الطب وارتباط زيت الزيتون بعمله.

"كوستام" وُلد بين حقول الزيتون، التي يشتهر بها ريف "إزمير"، على وجه الخصوص والمناطق المطلة على بحري إيجه والمتوسط على وجه العموم، وخطرت في ذهنه فكرة إنشاء متحف لعصر الزيتون ، قبل 15 عاما، فبدأ برفقة زوجته بالتجوّل في قرى منطقة إيجه، لجمع الآلات، وحجارة عصر الزيتون بالطرق التقليدية.

استهل "كوستام"، سرد حكاية عصر الزيتون بمتحفه، مستعيناً بأطلال مدينة "كلوزيميناي" (Klozemenai) التابعة لقضاء أورلا بولاية إزمير، التي اكتُشف فيها مكان أقدم معصرة للزيتون في العالم يعود تاريخها إلى 600 قبل الميلاد، مروراً بطرق عصر الزيتون في العهدين الروماني ثم العثماني.

بدأ الطبيب التركي برفقة المهني "علي أرتان إبليكجي"، بصنع آلات عصر الزيتون، وفقا للحقبة التاريخية المرتبطة بها، واستناداً إلى ما تذكره كتب التاريخ.

فكان المتحف الذي أسسه في قرية "أوزون كوي"، التابعة لقضاء أورلا" بمثابة مجمع كبير لوسائل وأدوات وآلات عصر الزيتون والطاقة المعتمدة في عصرها، من إنسان وحيوان وماء وبخار ووقود انتهاءً بالطاقة الكهربائية.

وتبلغ مساحة المتحف 5 آلاف و500 متر مربع، ليكون أكبر متحفٍ لعصر الزيتون من بين 26 متحفاً في العالم.

وأشرفت جمعية "كوستام للثقافة والمتاحف"، التي أسسها الطبيب مع زوجته وأبنائه على تصميم المتحف، وشهد أول فعالية له في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بمناسبة "اليوم العالمي للزيتون"، بفتح أبوابه أمام الأطفال.

وفي حديثه للأناضول أشار كوستام إلى وجود علاقة وثيقة بين الطبيب وزيت الزيتون، لفوائده الكبيرة على صحة الإنسان. وقال "كوستام": ولدت وكبرت بين حقول الزيتون، دائماً ما كانت تعود بي الذاكرة إلى الطفولة، ووفاء مني لهذه الشجرة، بدأت بزراعتها، ثم بدأت بعصر ثمارها، ثم قررت إنشاء معصرة للزيتون عصرية ونظيفة كنظافة غرفة العمليات التي أدخلها، ومع الزمن قررت رواية حكاية عصر الزيتون عبر التاريخ".

وأردف الطبيب التركي: "بدأت قبل 15 عاماً، برفقة زوجتي، في جمع الآلات والأدوات التقليدية التي كانت تستخدم في عصر الزيتون، في المنطقة، بالفعل تمكنا من بعث الحياة من جديد في هذه الآلات وأنقذناها من أن تتحول إلى حطب للنار".

ولفت "كوستام" إلى أنَّ الردود على الطلبات، التي تقدم بها من أجل الحصول على دعم لتأسيس المتحف، كانت سلبية، فاضطر من أجل إتمام المشروع إلى بيع منزله وأرضه، وتخصيص قسم من راتبه الشهري.

وقال: "ثمة 26 متحفاً لزيت الزيتون في العالم، اطلعت على معظمها، هذا المتحف هو الأكبر بينها، ويعادل ثلاثة أضعاف أكبرها، نحن لا نعلم عدد الأدوات والآلات التي ستعرض، فكثير منها ما زال في المستودع، أعتقد أنَّ هذا المكان أشبه بمعهد، فكل شيء صُمّم ووضع بحيث يمكن للزوار تعلم طريقة عمل الآلة".

وأشار "كوستام" إلى أنَّه ضمّ إلى المتحف تفاصيل أحد الشوارع، التي كان يسلكها في طفولته، ونقل إلى المتحف محل البقال والمقهى اللذين كانا في الحي الذي يسكنه.

وأوضح أن أهمية المتحف تأتي من السرد التاريخي لعملية عصر الزيتون، ومن إطلاع الثقافات الأخرى على طرق عصر الزيتون في منطقة الأناضول.

وأوضح الطبيب التركي أن أبواب المتحف ستكون مفتوحة أمام الجميع، خصوصا الأطفال، والعام المقبل سنقيم "مهرجان الطفل وزيت الزيتون".

وختم حديثه بالقول: بعض المدارس الخاصة بدأت بإرسال طلابها إلى المتحف، ووزارتا التربية والثقافة والسياحة تواصلتا معنا، وننتظر قدوم السياح الأجانب أيضاً.