كاسبرسكي: الحرب الإلكترونية لم تبدأ بعد..

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 20.02.2017 00:00
آخر تحديث في 21.02.2017 02:50
كاسبرسكي: الحرب الإلكترونية لم تبدأ بعد..

على هامش القمة الدولية الثانية لأمن الإنترنت التي انعقدت في أنقرة بداية الشهر الجاري، التقت الأناضول رئيس ومؤسس شركة "كاسبرسكي لاب" الشهيرة، أوجين كاسبرسكي، حيث قال في حديثه إن الحرب الإلكترونية حول العالم "لم تبدأ بعد"، إلا أن العديد من الدول باتت تملك أسلحة "سيبرانية" استعدادا لها.
وأضاف كاسبرسكي صاحب أكبر شركة متخصصة في أمن الحواسيب وتطبيقات البرامج المضادة للفيروسات، أن "جرائم الإنترنت أصبحت مشكلة عالمية، وباتت تُرتكب بوسائل أكثر ذكاءً ومهنية، وتكلف الاقتصاد العالمي خسائر سنوية قدرها 500 مليار دولار أمريكي"؛ وأشار إلى أن شركته تعمل على جعل الفضاء الإلكتروني أكثر أمناً من خلال اتباع خطة تقوم على ثلاث نقاط هي: تطوير التقنيات والمنتجات الإلكترونية، وتطوير الأنشطة التعليمية، والتعاون مع القطاع العام والمنظمات الدولية مثل الشرطة الدولية (الإنتربول).
واستناداً إلى معطيات شركته التي تتخذ من موسكو مقرا لها، أشار كاسبرسكي إلى أن "أن اللغة الصينية المبسطة تأتي في المقام الأول من حيث الاستخدام في عمليات القرصنة المختلفة؛ بينما تأتي اللغة التركية ضمن المراتب العشرة الأولى على مستوى العالم"؛ لافتاً إلى أن تركيا لديها مكانة متميزة بين الدول المتقدمة كما أن لديها مبرمجين يتمتعون "بقدرات خارقة وخبرات لا يستهان بها".


وفي هذا السياق، أشار كاسبرسكي إلى أن شبكة الكهرباء في تركيا لم تتعرض لهجمات سيبرانية، في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي كما تردد، قائلا: "ليس لدينا معلومات واضحة حول ذلك الهجوم، أنا شخصياً أتفق مع الذين يقولون إن ما حدث لم يكن هجوماً عبر الإنترنت"؛ واستدرك قائلا: "لكننا على ثقة أن الهجوم الذي تعرضت له أوكرانيا كان هجومًا إلكترونيًا".
وكانت أوكرانيا قد تعرضت في ديسمبر/ كانون الأول 2015 إلى قرصنة على النظم الإلكترونية المشغلة لشبكة الكهرباء أدى إلى انقطاع التيار عن جزء من البلاد لتغرق في ظلام دامس.

كاسبرسكي أوضح أن "تصميم شبكات الكهرباء في العديد من البلدان، يقوم على برامج إدارة الطاقة وتنظيم استهلاكها بطريقة متوازنة، فالنظام يراقب مجموعات توليد الطاقة ويجري عمليات التوزيع. وجميع هذه العناصر تعمل تلقائيا بواسطة حواسيب مسؤولة عن الإدارة، تكون عرضة لخطر هجمات سيبرانية في أي لحظة بسبب عدم امتلاكها أنظمة حماية محكمة؛ فالعالم بحاجة إلى المزيد من مهندسي البرمجيات، وصياغة تشريعات تضمن حماية المؤسسات ذات الأهمية الإستراتيجية".

وخلال حديثه عن عالم الفيروسات الإلكترونية، قال كاسبرسكي إن الفيروسات هوايته، مشيراً إلى أن رحلته في هذا المجال بدأت عام 1989 عندما عمل كمهندس برمجيات في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية في الجيش في عهد الاتحاد السوفيتي. وتابع: "أثار موضوع الفيروسات اهتمامي عندما كنت في الجيش الروسي، كنت أجدها في كمبيوتري الخاص بشكل مستمر، رغم عدم وصله بأي شبكة. لذلك عكفت على دراسة الفيروسات وفك شفراتها وفهم منطقها وتركيباتها الخوارزمية، إضافة إلى فهم كيفية تأثيرها على الحواسيب، والتأثير على نظمها (...) عملت على قلب خوارزميات نظام الفيروس. شرحت تلك العملية لزملائي الذين بدؤوا يحضرون لي الأقراص المصابة لأقوم بتنظيفها.. بعدها أصبح جمع الفيروسات إحدى هواياتي لعدة سنوات، قمت خلالها بإجراء التحليلات اللازمة، وطورت برامج متنوعة لمكافحتها"؛ وأضاف: "تركت العمل في المؤسسة العسكرية بعد انفراط عقد الاتحاد السوفييتي، وأسست شركة صغيرة في غرفة استأجرتها في حضانة للأطفال. بدأنا العمل مع 10 أشخاص؛ ثم تحولت هذه الغرفة إلى مركزٍ للأبحاث، وشاركنا عام 1998 في أحد المعارض التجارية بألمانيا وانفتحنا بعدها على العالم، لنؤسس أول مكتب لنا في المملكة المتحدة".