جمعية كلاب الإرشاد والمعالجة التركية لمساعدة الأطفال المعوقين

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 10.04.2019 12:26
آخر تحديث في 10.04.2019 12:28
نوردينيز تونجر مع كلبها من الأرشيف "نوردينيز تونجر" مع كلبها (من الأرشيف)

تهدف جمعية الكلاب المرشدة، التي تأسست عام 2014 إلى تغيير حياة المعاقين بصرياً بمساعدة كلاب الإرشاد، وهو مفهوم جديد نسبياً في تركيا. ومع ذلك، فإن الجمعية تقوم الآن بمهمة تأهيل الكلاب وتدريبها.

هل يغير الكلب حياة الإنسان؟ تعتقد المحامية "نوردينيز تونجر" أن بإمكانها ذلك.

في عام 2014 أنشأت ماغي مور، زوجة مبعوث المملكة المتحدة السابق إلى أنقرة، ريتشارد مور، أول مؤسسة لتدريب الكلاب في تركيا، جمعية الكلاب المرشدة.

تعاني "نوردينيز تونجر" من ضعف البصر، إعاقتها تلك لا تمكّنها من إدارة حياتها. وبالرغم من العقبات التي واجهتها طوال حياتها، بعد تخرجها من كلية الحقوق بجامعة إسطنبول في عام 2001، افتتحت مكتب محاماة يتعامل مع قانون الأعمال والعقود. ومع ذلك، شجعتها تجربتها الخاصة على تكريس المزيد من الوقت والطاقة لدعم حقوق المعوقين في تركيا والنضال من أجلها.

بصفتها رئيسةً حاليةً لجمعية الكلاب المرشدة، تعمل "تونجر" أيضاً على تعزيز الوضع القانوني ومستوى المعيشة للمعاقين بصرياً في تركيا، مما يوفر لهم فرص عمل، وتحسين فرص التعليم.

على مدار السنوات الخمس الماضية، عملت "تونجر" على زيادة الوعي بأهمية كلاب الإرشاد للمكفوفين، والتشجيع على تدريب المزيد من الكلاب كل عام، من أجل ملامسة حياة المزيد من الناس.

عادة ما يتم اختيار الكلاب المرشدة من بين سلالات معينة من المعروف أنها أكثر وداعة للبشر. يقوم مدربو الجمعية أولاً بفحص الكلاب لتحديد ما إذا كانوا مطيعين أم لا. بمجرد اجتياز الاختبار، تخضع الكلاب لمدة عام من التدريب. بعد التدريب، يتم إعطاء الكلاب المرشحة اختبارات، وإذا نجحت في ذلك، يتم تدريبها على مرافقة الأشخاص ضعاف البصر لمدة تصل إلى ستة أشهر.

إن تدريب الكلب المرشد مهمة صعبة، وكلب "تونجر" المرشد، "كارا" يتبعها في كل مكان، ويطيعها في كل أمر. رغم أن "كارا" يؤدي مهامه بالكامل، إلا أن "تونجر" تريد رفع مستوى المهام أكثر، لذلك بدأت بتدريب الكلاب العلاجية للأطفال الذين يعانون من حالات نفسية معينة، خاصةً أولئك المصابون بالتوحد.

جلسنا مع "تونجر" ومدرب المعالجة بمساعدة الكلاب "كين" من ايرلندا، الذي يساعد جمعية الكلاب المرشدة في تدريب كلاب جديدة بالإضافة إلى تدريب مدربين شباب آخرين في تركيا.

انضم إلينا كارا"، كلب "تونجر" المرشد، و"قيمق"، كلب المعالجة المُدرَّب حديثًا، وأتيحت لي الفرصة لمراقبة سلوك الكلاب فدهشت وتساءلت إلى أي مدى تتصرف الكلاب بشكل جيد. هي مطيعة بالتأكيد وتتجنب ردود الفعل المتهورة للأشياء التي تدور حولها. سألت "تونجر" عما إذا كانت تعاني من أي مشكلة أثناء استخدام المواصلات العامة أو التجول في الأماكن العامة لأن العديد من الناس يخشون من الكلاب، لكنها قالت إن الناس في الواقع أصبحوا ألطف معها بعد أن علموا أن كارا كلب مرشد.

ثم التفت إلى كين، الذي يدرب حالياً مدرب كلاب تركي، من أجل توسيع البرنامج. أبلغني أنه تم استخدام أول كلب مرشد خلال الحرب العالمية الثانية في ألمانيا، وقد ساعد البرنامج الآلاف من الأشخاص ضعاف البصر في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن البرنامج يعاني من عيب واحد. تبدأ الكلاب المرشدة في التدريب عندما تكون في عمر شهرين فقط ولكن بعد أشهر من التدريب، لا يقوم بعضها بالأداء المطلوب.

"يتم استبعاد ما يصل إلى 60 في المائة من الكلاب التي تبدأ التدريب نظراً لأن طبيعة المهمة حساسة للغاية. عادةً ما تُباع هذه الكلاب ككلاب أليفة، ويذهب كل التدريب دون جدوى. ومع ذلك، في العقد الماضي استخدم كين بشكل متزايد الكلاب للمعالجة وقد أثبتت أن لديها تأثيراً إيجابياً على الأطفال المصابين بالتوحد ".

يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في التواصل الاجتماعي وفقاً لطيف التوحد لديهم. بعض الأطفال ليس لديهم أي تواصل مع الآخرين لا بصري ولا لفظي. قال كين إنه عندما يتم وضع كلب المعالجة مع أطفال مصابين بالتوحد، فإن الكلب يقوم بالاتصال بالعين تماماً كما يفعل البشر.

"يشعر الكلب بالاختلاف عندما يكون مع الأطفال. أحد الأطفال الذين عملت معهم لا يريد أن يلمسه الكلب، لكن عندما استمر الكلب في تقديم يده له، وافق في النهاية على لمس الكلب وحضنه، مما أدى إلى انفجار عائلته في البكاء، لأن هذا الاتصال كان أول اتصال له مع أي شيء حي".

على الرغم من أن اختيار كلاب العلاج يختلف عن كلاب الإرشاد، فإن تدريبهم هو نفسه تقريباً. عندما لا يستجيب الجرو للتدريب ككلب مرشد، يواصل المدرّب تدريبه ككلب علاج. بمجرد انتهاء التدريب، تجد الجمعية عائلة تحتاج إلى مساعدة هذا الجرو اللطيف. عندما يوضع كلب المعالجة مع عائلة، يعلمهم مدرب الكلب كيفية التفاعل معه، وكيفية إطعامه والمشي برفقته وكذلك كيفية إعداده واللعب معه. وقال كين وهو يتحدث عن فترة التكيف "الأمر كله مفعم بالمرح".

ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي يتوقعها مدرب الكلاب العلاجية، وكذلك جمعية الكلاب المرشدة.

بادئ ذي بدء، كلاب المعالجة هي كلاب منزلية. هي حيوانات اجتماعية مما يعني أنها لا يمكن أن تبقى وحيدة في المنزل لأكثر من ثلاث أو أربع ساعات. يجب اصطحابها للمشي 30 دقيقة على الأقل يومياً، وينصح بأخذ الكلب إلى الأماكن المزدحمة حتى يتكيف مع مختلف الظروف. بمجرد وضع الكلب مع عائلة سواء كان كلباً علاجياً أو كلباً إرشادياً، تقوم الرابطة ومدربها بزيارة الأسرة مرة واحدة في السنة لمعرفة كيفية قيامهم بالتكيف معه.

قال كين إنهم عادة ما يكونون جيدين في اختياراتهم، وحتى الآن لم يضطروا إلى إقصاء أي كلب بعيداً عن أي عائلة. كما أشار إلى أن جميع الأشخاص المعوقين سواءً عقلياً أو جسدياً قادرين على العمل مع كلب المعالجة.

ومع ذلك، فقد أكد على شيء بالغ الأهمية: "الأمر متروك للكلب ما إذا كان يريد أن يكون كلباً علاجياً أم لا. يتم تدريب كلاب الإرشاد على توجيه المكفوفين، ولكن يجب أن يكون كلب المعالجة مستعداً لمرافقة المعاقين".