"الجليد المستولد".. مشروع مبتكر لمهندس إندونيسي لمكافحة الاحتباس الحراري

يحاول العلماء تطبيق خطة لصنع جبال جليدية مصغرة باستخدام غواصات خاصة، وذلك بهدف مكافحة آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.

وكان المهندس المعماري الإندونيسي "فارس راجاك كوتاهاتوهاها"، قد طرح هذه الفكرة في المسابقة السنوية لرابطة المهندسين المعماريين السياميين، في وقت سابق من شهر آب/ أغسطس الجاري.

فكرة المهندس الإندونيسي الطموحة – التي تشير إلى إمكانية إنتاج الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي عبر آلية أطلق عليها اسم "الجليد المستولد"، والمستوحاة من فكرة تجديد أشجار الغابات المطيرة – فازت في المركز الثاني في المسابقة.

وتعتمد الفكرة في إنتاج "الجليد المستولد"، على أن تغمر الغواصة نفسها وتمتلئ بماء البحر حتى درجة استيعابها القصوى، ثم تعود إلى السطح وتغلق فتحاتها، لتبدأ بعملية تصفية الملح، ومن ثم تجميد مياه البحر المحلاة في قوالب سداسية الشكل، لتشكل في النهاية "جليداً وليداً" سداسياً يبلغ عرضه 82 قدماً وسمكه 16 قدم.

وبمجرد الانتهاء من تشكيل القوالب الجليدية، تقوم الغواصة بإرسالها إلى الماء، حيث يأمل الباحثون أن تقوم القوالب السداسية، بسبب شكلها، بالتناسق مع بعضها لترتصف وتخلق في نهاية المطاف طبقة ثلجية من صنع الإنسان.

وفي حديثه لصحيفة "بيزنز إنسايدر"، قال "فارس راجاك كوتاتوهاها": "إذا تمكنا من تغطية المزيد من الأسطح القطبية بالجليد مرة أخرى، فإن ذلك بالتأكيد سيمنع المحيطات من امتصاص الحرارة، مما سيؤثر أيضاً على درجات الحرارة العالمية. إن الهدف النهائي للفكرة هو الحد من ارتفاع مستوى مياه البحار بطريقة مختلفة". ويعتقد أن تطبيق هذه الفكرة من شأنه أن يساعد في إعادة بناء النظم الإيكولوجية القطبية.

وقال "كوتاتوهاها": "إذا أصبحت مساحات الجليد كبيرةً وانتشر الجليد بشكل واسعٍ فإنه عندئذٍ يعكس مزيداً من أشعة الشمس، وبذلك تصبح درجات الحرارة العالمية أكثر برودة، مما يساعد على إنتاج المزيد من "الجليد المستولد" في القطب الشمالي، ولكن بصفة دائمةٍ هذه المرة".

وقد اقترح القائمون على الفكرة أن تعمل الغواصات المفترضة على الطاقة الشمسية دون أن تتسبب بأية انبعاثات ضارة بالبيئة.

وبالرغم من فوز الفكرة بالمسابقة وازدياد احتياج العالم لها بسبب ارتفاع مستويات المياه في القارة القطبية الجنوبية، والتي شهدت مؤخراً ذوباناً جليدياً غير مسبوق في التاريخ، إلا أن الفكرة لا زالت تواجه الكثير من النقد والصعوبات.

وقد انتقد "مارك سيريز"، مدير المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد بجامعة كولورادو، الفكرة واعتبرها تدخل في سياق "الإسعافات الأولية" فقط، وذلك بالنظر إلى العدد الهائل من الغواصات اللازمة لتأدية مهمة من هذا النوع.

وأضاف: "من الذي سيقوم ببناء ما يقرب من 10.000 غواصة، وكم الطاقة التي تستهلكها هذه الغواصات، وكيف ستعمل؟"

كذلك قال "مايكل مان"، أستاذ علوم الغلاف الجوي بجامعة بنسلفانيا، لشبكة "إن بي سي" الاخبارية، أن الأمر يشبه محاولة إنقاذ قلعة رملية بنيت على الشاطئ، من طغيان المد، باستخدام كوب كرتوني.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.