خديجة.. قروية من أصول تركية تطمح للفوز بجائزة الأوسكار

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 22.01.2020 17:46
آخر تحديث في 22.01.2020 23:58
خديجة.. قروية من أصول تركية تطمح للفوز بجائزة الأوسكار

تطمح خديجة مراد أوفا، القروية من أصول تركية، أن ينال فلمها الوثائقي الذي لعبت فيه دورا رئيسيا، جائزة "أوسكار"، في مجالي "أفضل فلم أجنبي"، و "أفضل فلم وثائقي."

الوثائقي "هوني لاند" ومعناه أرض النحل، الذي دخل ضمن قائمة الترشيحات الكاملة لجوائز الأوسكار لعام 2020 التي تقدمها الأكاديمية الأميركية لعلوم وفنون الصورة، تم تصويره في قرية بالقرب من مدينة شتيب في مقدونيا الشمالية، وفاز بـ 3 جوائز خلال مهرجان صندانس للأفلام.

الشخصية الرئيسية في الفلم الوثائقي، خديجة مراد أوفا، من "الأتراك القدامى" كما تحب أن تلقّب، وهي تعيش حالياً في منزلها القروي المتواضع الذي أهداه إياها فريق تصوير "هوني لاند".

حياة خديجة تغيّرت بشكل كامل عقب مشاركتها في الفلم الوثائقي المذكور، حيث خرجت إلى خارج حدود قريتها، لتجول بين البلدان، فيما تطمح الآن مع فريق الفلم، لنيل جائزة أوسكار.

وفي حديثها للأناضول، قالت خديجة إن مشوارها حول الانضمام إلى فريق الفلم، بدأ مع استفسار فريق "هوني لاند" حول أعشاش نحل رأوها على صخور جبلية في قرية "مراد أوفا"، إلى أن التقوا معها، واتفقوا على اختيارها، بعد العديد من الأشخاص الذين لم ينجحوا في لعب دور الشخصية الرئيسية بالفلم.

وترى خديجة أن انضمامها إلى كادر الفلم الوثائقي، بمثابة دعاء مستجاب لإحدى دعواتها التي توجهت فيها إلى الله بأن يطرق أحد بابها ويزيل ضائقتها، مضيفة: "بعد بضعة أيام، وبالتحديد خلال عيد الفطر، طرق طارق الباب، وعرض علي الأمر، وتفاجأت صراحة."

وأشارت إلى أن اهتمامها بالنحل وحبها لها، يعود إلى الصغر، حين لم يكن باستطاعة والدها شراء العسل للأسرة، للضائقة المادية، ما دفعها إلى تعلّم صنع العسل مع أسرتها، منذ الصغر

وبالعودة إلى الفلم الوثائقي، قالت خديجة إنها شعرت بالتردد والخجل من الكاميرات وأجواء التصوير، خلال الشهرين الأولين من التصوير، لتعتادها لاحقاً، مستشعرة وصولها إلى النجاح، وفقاً لتعبيرها.

وأعربت عن سعادتها البالغة عندما وعدها فريق الفلم بشراء منزل لها، أفضل من الذي كانت تقيم فيه، مبينة أنها تعيش الآن حياة جديدة في منزلها الجديد.

وأشارت إلى أن أكثر المشاهد التي نالت إعجاباً وولدت تأثيراً في الفلم، هي تقاسمها العسل مع النحل قائلة: "نصفها لي والنصف الآخر لكم."

وتابعت قائلة: "لم يعلّمني أحد هذا (تقاسم العسل)، فأنا كنت أعرفها سابقاً. إذ إن النحل أيضاً يشبهني، مثلما أقوم بتحضير مؤونتي للشتاء كي لا أبقى بدون طعام، يتوب عليّ أن أتراك له (النحل) أيضاً مؤونته لشتوية."

إحدى محطات حياة خديجة والتي سلط عليها الفلم الضوء، هي وفاة والدتها.

وأفادت خديجة أنها بلغت في حياتها عبر الفلم، مبالغ لم تكن تتخيلها من قبل، أبرزها امتلاك منزل جديد، وركوبها الطائرة لأول مرة، مسافرة إلى سويسرا.

وأعربت عن أملها في أن يحقق الفلم نجاحات جديدة، وأن ينال جائزة أوسكار، متعهدة أن تمد يدها للمحتاجين، مثلما مدّ إليها الآخرون يد العون.

وفي سياق آخر، قالت خديجة إن لها أقرباء في الوقت الراهن، داخل تركيا، من جهة والدها ووالدتها معاً.

كما وجّهت سلامها إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طالبة منه إنشاء جامع في قريتها الجديدة.

وأضافت: "لقد أصبحنا هنا 30 أسرة تركية، ويلزمنا جامع كي يُعرف إسلامنا، إذ إن الموت قادم لا محالة. فليس هناك من يعرف الدعاء. أنا أجيد الدعاء بعض الشيء، إلا أنكم لو سألتم طفلاً صغيراً هنا، فإنه لا يعرف ولا يجيد الدعاء."

خديجة التي أشارت إلى أنها تنحدر من ولاية قونية، وسط تركيا، اختتمت حديثها بأغنية تراثية تركية.

جدير بالذكر أن الفلم الوثائقي "هوني لاند"، يسلّط الضوء على حياة خديجة (50 عاماً)، آخر امرأة تربي النحل البري في أوروبا، ليتطرق عبر شخصيتها إلى استخدام موارد البيئة والطبيعة، والتأكيد على أهمية تربية النحل.

ونال الفلم، 3 جوائر خلال نسخة العام الماضي من مهرجان صندانس للأفلام المقام في الولايات المتحدة الأمريكية.