يعج البحر المتوسط حالياً بأعداد كبيرة من الكائنات البحرية الاستوائية التي تتوافد عبر قناة السويس الواصلة بين البحر الأحمر والمتوسط. ويخشى العلماء أن تهدد كثرة الأنواع الاستوائية وخاصة الأسماك باختلال توازن النظام البيئي في المياه الإقليمية التركية وعلى سواحل البحر المتوسط.
وبحسب خبراء البحار الأتراك فإن عدد الكائنات الاستوائية الوافدة إلى البحر المتوسط بلغ 600 نوع في السنوات الأخيرة، مؤكدين أنه "ارتفاع غير طبيعي".
وبالرغم من أن معظم الكائنات الاستوائية لا تشكل تهديداً مباشراً للبشر، إلا أن هناك أنواعاً منها تسمم السلسلة الغذائية. ويقول البروفيسور "جيم شفيق" عالم الأحياء البحرية من جامعة "جوكوروفا" في ولاية أضنة القريبة من شاطئ البحر المتوسط ، إن "الغزو الاستوائي" لا يزال مستمراً في البحر المتوسط.
وقال شفيق: "نحن نعلم بوجود حوالي 600 نوع من الكائنات الاستوائية حالياً في مياه البحر المتوسط ولكن هناك المزيد من الكائنات الحية الدقيقة التي لا نعلم بوجودها حتى الآن".
ويعزو البروفيسور "شفيق" اضطرار الكائنات الاستوائية للانتقال والبحث عن مواطن جديدة لتغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الكوكب باطراد، حيث زاد انتقال الكائنات الاستوائية في العقدين الماضيين زيادة كبيرة وبشكل سريع. ويعد "سمك الضفدع" و"سمك الأسد" أكثر الأنواع الاستوائية انتقالاً من حيث العدد. ويشكل النوع السام من "سمك الضفدع" تهديداً للإنسان ويمكن أن يكون قاتلاً إذا ما تناوله كوجبة غذائية. كما أن ملامسة بعض الأسماك الاستوائية تسبب للإنسان طفحاً جلدياً.
وقد بدأت الكائنات الاستوائية المستوطنة في المحيط الهندي وشرق إفريقيا وأستراليا واليابان، بشق طريقها إلى البحر المتوسط بعد افتتاح قناة السويس في القرن التاسع عشر بأعداد ضئيلة وأنواع نادرة لكنها بسبب تدهور تغيرات المناخ راحت تضاعف أعدادها وتتزايد سنة بعد سنة.
ويؤكد "شفيق" أن ارتفاع درجة حرارة مياه البحر المتوسط هو السبب الرئيسي لوصول الأنواع الغازية، مضيفاً أن بعض العلماء يعتقدون أن هذه الكائنات قد تسبب انهيار التنوع البيولوجي مما يقود إلى نتائج مدمرة. وقد أشار في حديثه إلى كائنات استوائية لم تكن مستوطنةً في مياه المتوسط من قبل مثل بعض أنواع الجمبري وبلح البحر والديدان البحرية فضلاً عن الأسماك.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة التركية قدمت في العام الماضي منحاً للصيادين الذين يصطادون "سمك الضفدع" إذ تتمثل إحدى طرق محاربة غزو هذه الكائنات في توعية الصيادين بالمخاطر التي تشكلها الأنواع الاستوائية وتشجيعهم على صيدها.
