متطوع تركي يغرس حب القراءة في نفوس الأطفال في القرى النائية

الأطفال والكتاب (الأناضول)

اختار المهندس الزراعي المتقاعد "جمعة قره أصلان" مهمة جديدة لنفسه تنفع الناس وتقتل أوقات الفراغ التي تطول على متقاعد ذي همة عالية مثله، فراح يعمل على توفير الكتب للأطفال الذين لا يستطيعون الوصول إليها إلا نادراً.

ويشغل "قره أصلان" حالياً منصب رئيس مؤسسة محلية في ولاية بينغول الشرقية، وهو ناشط مدى الحياة لعدة جمعيات ومنظمات غير ربحية، حيث يقوم بتسليم الكتب التي جمعها من خلال حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال في قرى بينغول، إضافةً إلى تقديم خدمة الاستشارة والإرشاد للشباب العاطلين الذين يحتاجون إلى التحفيز، والتي بدأها العام الماضي خلال إغلاق الجائحة عندما كان الناس محصورين في المنازل بسبب القيود.

وحظيت نشاطات "قره أصلان" باهتمام كبير عبر الإنترنت، إذ قام أشخاص من جميع أنحاء البلاد بالتبرع للحملة بكل أنواع الكتب، بعد أن افتتح الرجل المبادرة بالتبرع بحوالي 3000 كتاب من مكتبته الشخصية، لأطفال القرى التي زارها لأنهم لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة، ولم يكن بإمكانهم سوى الوصول إلى التعليم عن بعد.

وعندما أعيد فتح المدارس للتعليم الشخصي في أيلول/سبتمبر الماضي، أطلق حملة أخرى للتبرع بالكتب لمكتبات المدارس. وسرعان ما تدفقت الكتب من جميع المحافظات، من العاصمة أنقرة إلى إسطنبول، وتمكن "قره أصلان" في شهر واحد من جمع 5000 كتاب، ما دفعه للاستعانة بمتطوعين من طلاب الجامعات، لإيصالها إلى الأماكن المطلوبة.

ويقوم "قره أصلان" أحياناً بالسفر لمئات الكيلومترات في اليوم لإيصال الكتب للأطفال، دون الاكتراث بخطر سيارته القديمة المعرضة للاعطال والتحديات التي قد يواجهها في المناطق الريفية النائية. كما يقوم بإلقاء الدروس والمحاضرات التوجيهية للأطفال الذين يسلمهم الكتب حول أهمية القراءة، وأحياناً ينضم إليهم في أنشطة القراءة الجماعية.

وفي لقائه مع وكالة أنباء الأناضول في قرية "جاووشلار" التابعة لولاية بينغول يوم الثلاثاء، قال "قره أصلان": "عندما أطلقت الحملة لأول مرة على وسائل التواصل الاجتماعي، تلقيت 1000 كتاب في وقت قصير، وبعدها زاد العدد كثيراً". موضحاً أن رئيس جمعية محلية للثقافة والفنون في القرية، دعاه وطلب منه المساعدة في تأمين كتباً لأطفال القرية.

وأضاف: "لديهم مكتبة في المدرسة لكنهم لا يستطيعون شراء الكتب. قدمنا حوالي 450 كتاباً لمدرستين هنا، وأقمنا نشاطاً جماعياً للقراءة. أخطط للسفر إلى أكبر عدد ممكن من القرى، لأوصل كل مخزوني من الكتب".

وحول هدفه التالي، أعرب "قره أصلان" عن رغبته بإنشاء مكتبة متحركة يمكنه نقلها من قرية إلى أخرى. وقال: "لا أريد أن تُترك مدارس الأطفال بدون كتب وأتمنى أن يقرأ كل طفل 200 كتاب على الأقل".

أما "زينب كيبودة" إحدى الأطفال الذين حصلوا على كتاب مجاني، فقالت إنها سعيدة بقراءة الكتاب ووعدت "بقراءة المزيد من الآن فصاعداً".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.