الصيام المتقطع.. حمية تلقى رواجاً لتخفيف الوزن

(DAILY SABAH)

برز نظام "الصيام المتقطع" واحداً من أشهر برامج الحمية الغذائية في السنوات الأخيرة، وأصبح منتشراً بشكل واسع في مجال الصحة واللياقة البدنية، والسعي لتخفيف الوزن، بل وطغى على باقي برامج الحمية، خاصة أنه لا يتطلب الامتناع عن أطعمة معينة.
يشبه هذا الصيام إلى حد ما الصيام الذي فرضه الإسلام، لكن الاختلاف الأبرز هو عدم قدرة الصائم على شرب الماء والمشروبات، المسبب الأكبر لزيادة الوزن خلال شهر رمضان، لدى البعض، هو عدم تقسيم الطعام وتناول كل شيء دفعة واحدة.

وأظهرت الدراسات أن الصيام المتقطع لا يتعلق فقط بالتحكم في الوزن؛ فقد ظهر أنه يساعد على علاج الأمراض المزمنة وتحسين الصحة والمزاج، واتباع نمط حياة صحي، بالإضافة إلى أثر إيجابي كبير على القلب والدماغ، والوقاية من السكري ومحاربة الشيخوخة، والمساهمة في إطالة متوسط العمر مما دفع البعض لاتخاذه نمط حياة لفترات طويلة وليس فقط كحمية غذائية مؤقتة وأصبح روتين حياة يومية خاصة أنه من الأنظمة الغذائية سهلة الإتباع والفعالة، ولا تتضمن الكثير من القواعد الصارمة أو الحرمان من المواد الغذائية.

ويقول عالم الأعصاب في جامعة "جونز هوبنكنز" الأمريكية مارك مارتسون، إنه بعد ساعات من التوقف عن تناول الطعام، تبدأ الخلايا في الجسم بحرق مخازن السكر حتى نفاذها ومن ثم حرق الدهون الموجودة بالجسم، بما يسمى "التبديل الأيضي"، وتعني التغيير في عملية حرق الطاقة واستهلاكها في الجسم من تلقاء نفسه.

ما هو الصيام المتقطع؟

هو نظام غذائي يقوم على تناوب فترات الأكل والصيام وهو لا يمنع تناول أطعمة محددة، إنما يكون التركيز على موعد تناول الطعام من خلال الامتناع عن تناول الطعام لساعات معينة خلال اليوم الواحد أو لأيام معينة في الأسبوع، وله عدة أشكال وأساليب.

والطريقة الأكثر شيوعاً لنظام الصيام المتقطع هي تناول الطعام خلال فترة 8 ساعات فقط من اليوم، والامتناع عنه خلال فترة 16 ساعة التالية من باقي اليوم، وهو ما يعرف بحمية 16:8.

ويتم تقسيم اليوم أو الأسبوع بين فترات إفطار وفترات صيام، وخلال فترة الصيام يمكن للشخص تناول كميات قليلة من أحد خيارات الطعام الصحي مع شرب سوائل خالية من السكر.

وتحقق جميع أساليب رجيم الصيام المتقطع خسارة للوزن الزائد من خلال تناول كميات أقل من السعرات الحرارية، مع ضرورة الالتزام بعدم تناول كميات مفرطة من الطعام في أيام أو ساعات تناول الطعام المسموحة.

الصيام المتقطع.. تاريخياً

يقول الأطباء العظماء مثل أبقراط وابن سينا، الذين أثروا بعمق في عالم الطب، في تعاليمهم القديمة إن الصيام لفترة معينة من الزمن له تأثير إيجابي على صحة الإنسان، وقد ذكر أبقراط صيام الشفاء لمدة ثلاثة أيام في تعاليمه، كما أوصى ابن سينا بالصيام أكثر من أسبوع للتخلص من بعض الأمراض الخطيرة، على الرغم من أن هذه الطريقة قد نُسيت مع الطب الحديث في القرن العشرين، إلا أن هذا الصيام الطويل أصبح شائعاً مرة أخرى في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولا تزال آثاره الإيجابية على الصحة قيد البحث.

الالتهام الذاتي وأهميته لجهازنا المناعي

حديثاً، حصل العالم الياباني "يوشينوري أوسومي" على جائزة نوبل في الطب عام 2016 لاكتشافاته المتعلقة بآليات الالتهام الذاتي.

ووفقًا لأبحاث أوسومي التي امتدت لما يقرب من 25 عاماً، عندما يتضور جسمنا جوعاً لأكثر من فترة زمنية معينة (أكثر من 12-14 ساعة)، فإن الالتهاب الذي يبدأ في الخلايا يتقلص بسرعة ويختفي، وهذا يشمل الخلايا السرطانية، أي عندما نتضور جوعاً، تجدد الخلايا نفسها بسرعة، وتتأخر آثار الشيخوخة، بل ويمتد عمرنا، وهذا ما أطلق عليه "الالتهام الذاتي".

وبعد هذا العمل الحائز على جائزة نوبل للعالم الياباني أوسومي، أصبح الصيام أو الصيام المتقطع يحظى بشعبية كبيرة بين أولئك الذين يهتمون بالحياة الصحية، وقد شارك الكثير ممن يتبعون برنامج الحمية هذا تجاربهم التي عادت عليهم بالفائدة الصحية وخاصة أولئك الذين يريدون تخفيف وزنهم الزائد.

أنواع الصيام المتقطع

نذكر فيما يلي أساليب وبرامج الصيام المتقطع الأكثر شيوعاً:

- الصيام المتقطع 12 ساعة

وهو الصيام المتقطع للمبتدئين، إذ يعد نظام الصيام 12 ساعة والإفطار 12 ساعة خياراً جيداً لمن يريد البدء باتباع حمية الصيام المتقطع لأن فترة الصيام قصيرة نسبياً، ويمكن أن تكون فترة النوم ضمن ساعات الصيام مما يسهل الصيام والامتناع عن الطعام على الشخص.

- الصيام المتقطع 16/8

وتعد هذه الطريقة من الصيام المتقطع الأكثر شهرة، وتقوم على الصيام لمدة 16 ساعة، واقتصار فترة تناول الطعام على 8 ساعات خلال اليوم، فمثلاً يمكن تناول الطعام من الساعة الواحدة ظهراً وحتى الساعة التاسعة مساء، ومن ثم يصوم الشخص لمدة 16 ساعة.

- الصيام لمدة 24 ساعة (الأكل – الصيام – الأكل)

يتضمن هذا النظام الامتناع عن الطعام مدة 24 ساعة كاملة، مثلاً عدم تناول الطعام من بعد وجبة العشاء في يوم ما حتى موعد وجبة العشاء في اليوم التالي. ويسمح خلال فترة الصيام هذه بتناول سوائل خالية من السكر فقط، مثل الماء، والقهوة، والشاي، ويمكن تطبيق هذه الطريقة مرة أو مرتين في الأسبوع.

من يمكنه اتباع الصيام المتقطع؟

رغم أن الصيام المتقطع آمن لمعظم الأشخاص البالغين الأصحاء وفق اختصاصيين، إلا أنه غير مخصص للجميع.

ووفق الدراسات وبعض الاختصاصيين ومنهم اختصاصية التغذية ناتالي ألين، الأستاذة في جامعة ولاية ميسوري الأمريكية فإن "الحوامل والمرضعات والمصابين بالسكري و الأطفال وحتى الرياضيين، لا يجب أن يتبعوا الصيام المتقطع"، كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الأكل أيضا تجنب الصيام المتقطع، والنظام الغذائي المقيد بشكل عام.

وتقدم ألين بالنسبة للبالغين الأصحاء النصيحة التالية: "إذا كنت ترغب في تجربة الصيام المتقطع، فاختر الساعات التي تريد أن تأكل خلالها والتي تريد الصيام فيها، وحدد اختيارات صحية خلال تلك الأوقات وانظر ما إذا كان يناسبك".

الآثار الجانبية

رغم عدم الحديث عن أضرار كبيرة ناجمة عن حمية الصيام المتقطع، إلا أن بعض من اتبع هذا البرنامج تحدثوا عن ظهور بعض الآثار الجانبية للصيام المتقطع، نوجزها فيما يلي:

- الشعور بالتعب والضعف في بداية اتباعه.

- المعاناة من الحموضة أو من الارتجاع المعدي المريئي.

- التأثير على الخصوبة لدى النساء.

ختاماً، قد لا يكون كل نظام غذائي مناسباً لك، لهذا السبب، سيكون من المفيد مقابلة اختصاصي تغذية والحصول على المشورة قبل البدء في اتباع نظام غذائي أو برنامج حمية ما، وكذلك الأمر ينطبق على حمية "الصيام المتقطع".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.