الماضي والحاضر في معارض النحت والرسم في إسطنبول

يستضيف حي "بيه أوغلو" التاريخي الشهير في إسطنبول معرضين فنيين على قدر كبير من التميز والإبداع في صالتي العرض "مشهار" Meşher و"أنا لاودل" Anna Laudel. وقد اعتاد الحي الذي يعكس سحر المدينة التاريخي، على استضافة هذا النوع من الأحداث الثقافية والمساحات الفنية المبدعة والعديد من الأنشطة الأخرى على مدار العام.

توفر صالة العرض "آنا لاودل"، الواقعة في حي كاراكوي في المنطقة، منصة للفن المعاصر في المدينة. وأحدث معارضها هو "عالم الأرض"، الذي يعرض أعمال النحات المشهور "بلال هاكان كراكايا" المعروف بإبداعاته الفريدة المصاغة من مختلف التقنيات، التي توسع حدود النحت التقليدي. ويستمر المعرض من 30 يناير حتى 8 مارس.

يشتهر الفنان "كاراكايا" بنهجه المتعدد المواد، الذي يجمع بين أطياف مختلفة من المواد ابتداءاً بالراتنج إلى النفايات الصناعية والطبيعية، وغيرها. وتعكس أعماله واقع الأفراد المحاصرين في فوضى الحياة الحضرية الحديثة. ويقدم الفنان وجهة نظر فريدة من نوعها تتناقض مع مفاهيم الحياة والموت والفضاء والوقت عبر طوابق بناء المعرض. ويمكن أيضاً رؤية التناقض بين أعمال المعرض الموزعة في نفس الطابق.

إعجاب كبير باسطنبول:

في الوقت نفسه، يتم في معرض "مشهار" في شارع "تومتوم"، عرض أعمال الفنان الأوكراني "ألكسيس غريتجينكو" التي أبدعها بين عامي 1919-1921، كجزء من معرض "سنوات إسطنبول" الذي افتتح في 7 فبراير ويستمر حتى 10 مايو. وفي حديث لها قالت "إيبرو إسرا ساتيجي" إحدى منسقات المعرض، إن المعرض قد اختار عدداً من الفنانين الموهوبين من غير ذائعي الصيت للتركيز عليهم. وأشارت "ساتيجي" إلى أنهم يتوقعون أن يجذب المعرض الجديد اهتمام الزوار، وأن أعمال الفنان المتعلقة بإسطنبول هي التي يتم عرضها فقط.

وتتميز الأعمال المعروضة بتقنية "الألوان الحية" التي طورها "غريتجينكو" بنفسه، مع أكثر من ظهور لتأثير التكعيبية على فنه. كما تتضمن المجموعة أيضاً صورة ذاتية أنتجها الفنان باستخدام نفس التقنية في فرنسا عام 1923.

وعند سؤالها عن أعمال "غريتجينكو" المتعلقة بـ "آيا صوفيا"، أجابت "ساتيجي" قائلةً: "آيا صوفيا شغف غريتجينكو بحق. كان يذهب إلى هناك كل يومين تقريباً. لم يتردد في المشي إليها، حتى في الظروف الصعبة التي كانت سائدة في إسطنبول آنذاك كالطرق الموحلة والبرد القارس، كانت آيا صوفيا بمثابة حلم طفولته، كونه نشأ في ثقافة كرست نفسها للتاريخ والفن البيزنطي. كان لديه الكثير من المعرفة والاهتمام بآيا صوفيا حتى قبل أن يأتي إلى إسطنبول".

يذكر أن الفنان الأوكراني "غريتجينكو" عاش في إسطنبول مدة عامين وتعلق بها ورسم الكثير من جوانبها من آيا صوفيا إلى الحصون والأسوار، ومن القرن الذهبي إلى برج غلاطة وجزر الأميرات. وعندما غادر إسطنبول إلى فرنسا ظل قلبه معلقاً بالمدينة الفاتنة لدرجة أنه حول ذكرياته فيها إلى كتاب نشر باللغة التركية باسم "سنتين في إسطنبول"، والكتاب معروض أيضاً ضمن أعمال الفنان في هذا المعرض الذي سيستمر حتى 10 مايو.