قراءات في سياسة طالبان في أفغانستان

إسطنبول
نشر في 28.10.2022 13:29

لم تعد أفغانستان 2022 في حالة اضطراب سياسي بل هي الآن في حالة اضطراب اقتصادي وهذا ما تأكدت منه خلال رحلتي إلى كابول حيث كتبت عن المقابلات التي أجريتها هناك.

عندما انسحبت قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من البلاد وسيطرت طالبان بسرعة في سبتمبر/أيلول 2021، سافرت إلى العاصمة كابول لأرى تحول البلاد إلى دولة بدون حكومة. ولم تكن هناك مراقبة لجوازات السفر على الحدود التي كانت مغلقةً على الورق لكنها مفتوحةً في الواقع. ونزل مئات المسلحين من بينهم مواطنون عاديون إلى جانب مقاتلي طالبان إلى الشوارع، وكانت أفضل كلمة لوصف أفغانستان عام 2021 هي "الفوضى".

الآن وبعد مرور عام، وجدت أفغانستان مرة أخرى دولة من أكثر الدول فوضوية في العالم، لكنني أفضل وصفها هذه المرة بكلمة مختلفة وهي أنها بلد في حالة اضطراب اقتصادي. وأؤكد هنا على كلمة "اقتصادي" لأنها لم تعد بلداً في حالة اضطراب سياسي. فقد نجحت طالبان في السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد لكنها ونظراً لأن حكومتها غير معترف بها دولياً، فلا يوجد تقريباً أي نشاط اقتصادي في البلاد كما أن النظام المالي مشلول وأموال البلد مجمدة في البنك الدولي.

مقابلة مع المتحدث باسم طالبان

أثناء وجودي هناك، أجريت مقابلة مع المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد الذي ذكر أن الأموال يجب أن يفرج عنها وتتدفق إلى البلاد من أجل بقاء الشعب الأفغاني، ويجب الاعتراف بالحكومة. ومع ذلك، فإن إحدى أكبر العقبات التي تعيق الاعتراف هو قرار حكومة طالبان بمنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة بعد الصف السادس.

وعندما قلت هذا للسيد مجاهد، أخبرني أن هناك نقاشاً جارياً حول هذه القضية والتي قد تكون علامة إيجابية للتغيير، لكنه أضاف أن الدول الأخرى يجب ألا تتدخل في شؤون البلاد الداخلية وأن حكومتها لن تتسامح في هذا الأمر.

وخلال رحلتي، أتيحت لي أيضاً فرصة زيارة مركز الأمم المتحدة في كابول وإجراء مقابلة مع نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى أفغانستان، السيد رامز أكبروف الذي أظهر لي أرقاماً تتعلق بالمساعدات القادمة إلى البلاد، لكنه قال إنه كلما استمر تعطل النشاط الاقتصادي، زاد اعتماد الأفغان على المساعدات الخارجية. وأكد أن توفير الوظائف لمليوني شخص أرخص بكثير وأكثر حكمة من إطعام 20 مليون شخص.

أفغانستان قبل طالبان وبعدها

وفي معرض الحوار طلبت مقارنات بين ما قبل عهد طالبان وما بعده. فقدم أكبروف تفاصيل مثيرة للدهشة قائلاً إنه خلال النظام القديم كانت معظم المناطق الريفية في مرمى النيران ولم تكن هناك سيطرة على مناطق شاسعة من قبل الحكومة، لذلك كان لدى الأمم المتحدة وصول محدود إلى الناس. أما الآن ومنذ أن سيطرت طالبان انتهت الاشتباكات بدرجة أكبر حتى أن عمال الإغاثة التابعون للأمم المتحدة صار بمقدورهم دخول القرى التي لم يتمكنوا من دخولها لسنوات عديدة.

وفيما يتعلق بموضوع المرأة وحقوقها في أفغانستان، فلا يمكن للفتيات مواصلة تعليمهن ويتم طرد العديد من النساء من القوى العاملة بسبب اللوائح الصارمة التي يفرضها النظام الجديد. فكيف يبدو مستقبل المرأة الأفغانية من وجهة نظر طالبان؟

سأقدم الإجابات على هذه الأسئلة في مقالتي التالية.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.