هل يتخطى سعر برميل النفط عتبة المئة دولار؟

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 08.10.2018 00:00
آخر تحديث في 08.10.2018 16:34
هل يتخطى سعر برميل النفط عتبة المئة دولار؟

تتجه أسعار الخام صوب مستوى 100 دولار للبرميل، وهو الأعلى منذ 2014، وفق آخر توقعات مراقبين وخبراء نفط، وذلك مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية واقتراب بدء فرض العقوبات الأمريكية ضد إيران الشهر المقبل، في حال عدم تدخل منظمة "أوبك" والمنتجين المستقلين.

وكان الأعضاء في "أوبك" ومنتجون مستقلون بدؤوا مطلع 2017 بخفض إنتاج النفط بـ 1.8 مليون برميل يوميا، تم تقليصه إلى 1.2 مليون برميل اعتبارا من يوليو/تموز الماضي.

وينتهي الاتفاق بين الشركاء، أو ما يطلق عليهم (أوبك +)، في ديسمبر/ كانون أول 2018.

ورفض أعضاء في "أوبك" ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا، خلال اجتماع في العاصمة الجزائر، سبتمبر/أيلول الماضي، زيادة إنتاج النفط الخام، والإبقاء على المستويات الحالية دون تغيير.

رفض "أوبك" قابله هجوم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكثر من مرة، وطالبها بخفض فوري للأسعار المرتفعة.

وقال في إحدى تغريداته إن "أوبك المحتكرة يجب أن تتذكر أن سعر البنزين مرتفع، وأنهم يقدمون القليل للمساعدة".

ترامب، قال إن أوبك تدفع الأسعار نحو الارتفاع، بينما الولايات المتحدة تدافع عن الكثير من أعضاء المنظمة، مقابل القليل من الدولارات، بل طلب مباشرة من السعودية أكبر منتج للنفط في "أوبك" بزيادتها إنتاجها.

ولم يستبعد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، بلوغ أسعار النفط العالمية 100 دولار للبرميل، في ظل العوامل المؤثرة الأسواق النفطية حاليا، بحسب تصريحات أدلى بها للإذاعة الروسية الأسبوع الماضي.

الخوف والمضاربة:

وقال الخبير النفطي محمد زيدان، إن حالة الخوف والمضاربة هي المتحكم الرئيس في أسعار النفط حاليا، والسبب وراء الارتفاعات الأخيرة؛ "ويتم حاليا تسعير العوامل المتوقعة بالمستقبل".

وذكر زيدان في اتصال هاتفي مع "الأناضول"، وجود مخاوف من انخفاض في المعروض بالأشهر القادمة، مقابل تنامي الطلب ونمو أغلب الاقتصادات الكبرى حول العالم.

وسيتجاوز الطلب مستوى 100 مليون برميل يوميا للمرة الأولى ليصل إلى 100.23 مليون برميل يوميا، العام المقبل، بحسب أحدث تقرير لأوبك.

وأفاد أن تصاعد الأسعار جاء نتيجة الاجتماع السلبي لأوبك وعدم إقرار أية زيادة في الإنتاج، وقرب تطبيق العقوبات الأمريكية ضد إيران، فضلا عن الاضطرابات الجيوسياسية وتراجع إنتاج فنزويلا وليبيا ونيجيريا.

وتابع زيدان: "كل هذه العوامل تدفع أسعار النفط إلى مستوى 90 دولار للبرميل، ومع تصاعد المضاربة قد تتجه الأسعار صوب مستوى 100 دولار خلال الأشهر القليلة المقبلة، إلا أن بعض الاقتصادات الكبرى قد تضغط للحد من الارتفاع".

وقال الخبير النفطي، إن العجز المتوقع في المعروض النفطي يتراوح بين 1.5 و2 مليون برميل يوميا، مضيفا: "أوبك ستتأنى لحين استقرار الأسعار وانتهاء المضاربات، حتى تقوم بزيادة تدريجية في الإنتاج".

عوامل مؤثرة:

وليد خدوري، الخبير العالمي في شؤون النفط، يرى أن العوامل المؤثرة بالأسعار تتضمن تصاعد المخاطر الجيوسياسية والتوترات التجارية بين الولايات والصين، التي ستؤدي لتراجع الطلب العالمي.

يتزامن ذلك مع المخاوف بشأن الإنتاج الفنزويلي الذي انخفض لنحو 2.2 مليون برميل يوميا، ويمكن يواصل التراجع إلى مليوني برميل يوميا في النصف الأول من العام المقبل.

وأشار في اتصال هاتفي مع "الأناضول"، إلى أنه من السابق لأوانه توقع السيناريو بعد الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران.

وأضاف: "من السهل التعامل من انخفاض إمدادات النفط الإيراني بنحو يتراوح بين مليون إلى 1.5 مليون برميل.

وقال إن ليبيا تشكل ضغوطا أيضا على أسواق النفط، حيث ما تزال النزاعات مستمرة، خصوصاً في المناطق الشرقية، حيث توجد الحقول النفطية أبرزها حقل "سرت" العملاق.