البرلمان الأوروبي يصادق على اتفاق الصيد البحري الجديد بين الاتحاد والمغرب

وكالات
اسطنبول
نشر في 12.02.2019 23:20
البرلمان الأوروبي يصادق على اتفاق الصيد البحري الجديد بين الاتحاد والمغرب

صادق البرلمان الأوروبي الثلاثاء على اتفاق جديد حول الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب أعيد التفاوض بشأنه بعد رفض محكمة العدل الأوروبية الاتفاق السابق بسبب عدم أخذه الصحراء الغربية في الاعتبار.

وحصل الاتفاق الجديد الذي سيشمل الصحراء الغربية، على غالبية أصوات البرلمان الأوروبي (415 صوتاً مؤيدا، 189 معارضاً) بعد رفض دعوة نواب أوروبيين من حزب الخضر وآخرين اشتراكيين ديمقراطيين، إخضاع النصّ الجديد إلى تقييم محكمة العدل الأوروبية (189 صوتاً مؤيداً، 410 معارضين).

وفي شباط/فبراير 2018، اعتبرت هذه المحكمة أنه ينبغي للاتحاد الأوروبي والمغرب إعادة التفاوض بشأن أحكام في الاتفاق الجديد اعتُبرت تتنافى وقواعد القانون الدولي لأنها تنتهك مبدأ حق الصحراء الغربية في تقرير المصير.

ويذكّر التقرير الذي صوّت عليه البرلمان الأوروبي في جلسة عامة عُقدت في ستراسبورغ، بشرطين أوردتهما المحكمة الأوروبية للتوصل إلى اتفاق صالح، "هما الإشارة بشكل واضح إلى الصحراء الغربية والحصول على موافقة السكان" وكذلك شرط إضافته الدول الأعضاء "هو أن الاتفاق يجب أن يفيد السكان المحليين".

ويوضح هذا التقرير الذي أعدّه النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي ألان كاديك أن اللجنة اتبعت "آلية استشارة السكان المحليين (...) والأطراف المعنيين"، وحصلت على موافقة "غالبية المتحاورين" على الاتفاق الجديد.

إلا أن التقرير يشير إلى أن جبهة بوليساريو خصوصا "التي تُعتبر ممثل شعب الصحراء الغربية من جانب الأمم المتحدة وجزءاً من عملية السلام، لم ترغب في المشاركة في الاستشارة" وعبّرت عن "معارضتها المبدئية" أثناء محادثات تقنية.

واصدرت الجبهة بيانا شديد اللهجة ردا على تصويت البرلمان الأوروبي.

وقال محمد خداد، عضو الأمانة الوطنية لجبهة بوليساريو ورئيس لجنة الشؤون الخارجية لفرانس برس إن "هذا يشكل عقبة اضافية من أوروبا امام عملية السلام في الأمم المتحدة. انه مطب آخر بوجه مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية هورست كوهلر، ويؤكد أن أوروبا تريد إطالة أمد الصراع وإبقاء الوضع الراهن".

كما اعتبر أن هذا يشكل "تمردا على قرارات محكمة العدل" مؤكدا أنه سيتم دعوة هذه الهيئة مرة أخرى لتنظر في القضية.

من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية المغربية أن "هذه المصادقة تؤكد أن المملكة المغربية هي الوحيدة المخولة قانونيا، في إطار ممارسة سيادتها، التفاوض وتوقيع اتفاقيات تشمل الصحراء المغربية".

وأضافت أن هذا التصويت يأتي "ليؤكد تمسك المغرب والاتحاد الأوروبي بتعزيز شراكتهما الاستراتيجية، وكذلك حمايتها من المناورات السياسية والقانونية اليائسة التي تقوم بها الجزائر و+بوليساريو+".

ويتيح اتفاق الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب للسفن الأوروبية (11 دولة من أعضاء الاتحاد) الصيد في "منطقة الصيد البحري المغربية" مقابل مساهمة اقتصادية أوروبية سنوية.

ويجري أكثر من 90 % من نشاط السفن الأوروبية في إطار اتفاق الصيد البحري، في المياه المتاخمة للصحراء الغربية. ويخضع قسم كبير من أراضي الصحراء الغربية، المنطقة الوحيدة في إفريقيا التي لم يُحسم وضعها بعد الاستعمار، لسيطرة المغرب منذ رحيل الإسبان عام 1975.

وافاد بيان أصدره البرلمان الأوروبي أن النصّ الذي تمت المصادقة عليه "لا يحكم مسبقا على نتيجة العملية السياسية بشأن الوضع النهائي للصحراء الغربية ويدعم بشكل كامل جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حلّ سياسي يسمح لسكان الصحراء الغربية بتقرير مصيرهم".