فرنسا ستحاكم الكولونيل الذي انتقد أعمال التحالف العسكرية ضد داعش

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 28.02.2019 00:00
آخر تحديث في 28.02.2019 09:57
طائرات فرنسية مشاركة في الحرب على داعش أرشيف طائرات فرنسية مشاركة في الحرب على داعش (أرشيف)

صرحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الأربعاء أن الوزارة ستعمل على معاقبة الكولونيل في الجيش الفرنسي الذي نشر مقالاً صحافياً انتقد فيه عمليات التحالف الدولي ضدّ داعش في سوريا، لأن ذلك "خطأ".

وكان الكولونيل فرنسوا ريجي ليغرييه، قائد قوة المدفعية الفرنسية في التحالف ضد تنظيم داعش بين تشرين الأول/أكتوبر وشباط/فبراير، نشر مقالاً قال فيه إنّ تحقيق النصر على المتطرفين في جيب هجين بشرق سوريا في نهاية 2018 تمّ "ببطء شديد وبكلفة باهظة جداً وبدمار كبير".

وقالت الوزيرة في تصريحات أدلت بها أمام لجنة الشؤون الخارجة والدفاع في مجلس الشيوخ في 20 شباط/فبراير الجاري ونشرت أمس إنّ الكولونيل "إذا لم يكن موافقاً على ما تقوم به فرنسا فكان عليه أن يطلب إعفاءه من القيادة".

وأضافت "من هنا، أرى في تصرفه بعض الخطأ وافتقاراً إلى الشجاعة"، مذكّرة بأنّها زارت في 9 شباط/فبراير الجاري كتيبة المدفعية التي كان يقودها الكولونيل في غرب العراق على الحدود مع سوريا والتقته شخصياً لكنه لم ينبس أمامها ببنت شفة عمّا يجول في خاطره.

وأكّدت الوزيرة خلال جلسة الاستماع النيابية أنّ "قيادته ستّتخذ تالياً الإجراءات الواجبة وستذكّر بالقواعد الأساسية التي تنطبق على الجميع".

واعتبرت بارلي أنّ الضابط "ارتكب خطأ لأنه من المحتمل أن يكون قد عرّض رجاله للخطر بالمعلومات التي كشف عنها في المقال".

وقالت "أنا أؤيّد بشدّة حرية التعبير لكن هذه الحرية تقف عند حدود الأخلاق المهنية التي تنطبق على جميع المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم العسكريون".

وفي مقاله كتب الكولونيل ليغرييه: "حتماً تمكّن الغربيون برفضهم إرسال قوات على الأرض، من الحدّ من المخاطر خصوصاً اضطرارهم لتوضيح ذلك أمام الرأي العام".

وأضاف الضابط الذي تحدث بحرية غير معهودة لعسكري في ميدان عمليات "لكنّ هذا الرفض يثير تساؤلاً: لماذا نملك جيشاً إذا كنّا لا نجرؤ على استخدامه؟".

ورأى أن ألف مقاتل يملكون خبرة الحرب كانوا سيكفون "لتسوية مصير جيب هجين في أسابيع وتجنيب السكان أشهراً من الحرب".

وتابع أن الحملة "احتاجت لخمسة أشهر وتراكم في الدمار للقضاء على ألفي مقاتل لا يملكون دعماً جوياً ولا وسائل حرب إلكترونية ولا قوات خاصة ولا أقماراً اصطناعية".

ولجأ التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش، بشكل أساسي إلى عمليات جوية دعما لميليشيا قسد، باستثناء بعض القوات الخاصة على الأرض، أميركية وفرنسية.

وقال الكولونيل الفرنسي "خلال ستة أشهر، سقطت آلاف القنابل على بضع عشرات من الكيلومترات المربعة كانت نتيجتها الرئيسية تدمير بنى تحتية" من مستشفيات وطرق وجسور ومساكن.

ويومها عبّرت هيئة أركان الجيوش الفرنسية عن اعتراضها "في الشكل والمضمون" على ما كتبه الكولونيل ليغرييه، معتبرة "أنّها ليست قضية حرية تعبير، بل مسألة واجب التحفّظ والسريّة المرتبط بالعمليات".