لحظات مؤثرة للقاء "السوري محمود" بسيدة تركية أنقذها من تحت الركام في ألازيغ

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 26.01.2020 18:12
آخر تحديث في 27.01.2020 02:08
لحظات مؤثرة للقاء السوري محمود بسيدة تركية أنقذها من تحت الركام في ألازيغ

نشرت وكالة "الأناضول" مقطع فيديو يظهر لحظة لقاء الشاب الجامعي السوري محمود العثمان، مع السيدة التركية دوردانه أيدن، التي أنقذها وزوجها بشجاعة من تحت الأنقاض إثر الزلزال العنيف في ولاية ألازيغ شرقي تركيا الجمعة.

وقال الشاب السوري إن الزلزال وقع عندما خرج من العمل وكان في طريقه إلى ممارسة الرياضة، ليتجه على الفور بعد انتهاء الهزة إلى المكان الذي تهدم وهو يسمع أصوات الناس هناك.

وأضاف: "سمعت صوت تلك المرأة وزوجها، دخلت (المنزل المهدم) وفي يدي المصباح وبعدها ناديت بعض الشباب لكي يساعدوني في هذا الأمر.. أولا أخرجنا الرجل من تحت الانقاض وبعدها بدأت إخراج المرأة وأزلت عنها الكثير من الأشياء التي سقطت فوقها".

وتابع: "عندما رأيتها كان الركام ساقطا على أقدامها ولا تستطيع أن تتحرك فبدأت بإزالة ذلك الركام إلى أن خرجت أقدامها وبعدها أخرجت المرأة ونقلت إلى المستشفى".

وحول الجروح الموجودة على ذراعه ويديه، قال محمود: "إنها جروح غير مهمة وبسيطة.. المهم هو نجاتها.. بعد الزلزال ضاع هاتفي أيضًا ولكن ليس أمرًا مهمًا.. بالنسبة إلي المهم هو نجاة أولئك الناس".

لقد استخدم محمود هاتفه في مكان الحادث كمصباح، وكانت السيدة التركية وزوجها قد أدركا أن ضوء الهاتف يمكن أن يساعدهما على النجاة، لذلك يقول محمود أن لهذا الهاتف مكانة خاصة جدًا بالنسبة إليه.

ويظهر الفيديو لحظة وصول العثمان إلى قرية الأسرة التركية التي انتقلت إليها بعد تهدم منزلها بالكامل، وانهمرت دموع دوردانه برؤيته، وقالت له "أنت بطلنا".

وعندما رأت الجروح الموجودة على يدي وذراعي العثمان، زاد بكاء دوردانة، وقالت له بعد أن علمت بأن والدة محمود في سوريا: "لا تحزن أنا أمك وأختك ولن أتركك بعد اليوم".

وعن اللحظات التي أمضتها تحت الانقاض، قالت دوردانة: "كنا أنا وزوجي تحت الانقاض، قمنا باحتضان بعضنا بعضا ولم نتخيل أننا سنخرج أحياءً من هناك".

وتابعت قائلة: "عندما رأينا ضوء الهاتف، قام زوجي بالتصفير وطلب المساعدة، محمود أنقذ زوجي أولاً، ثم أخرجني من تحت الأنقاض، حينها رأيت الدماء تنزف من يديه لكن محمود كان يخشى عليّ من الزجاج المحطم".

وأردف: "محمود بطلنا، ومنذ أن خرجت من تحت الانقاض وأنا أسأل زوجي عن ذلك الشاب الذي أنقذنا، فالجميع كانوا يظنون أنني أسأل عن أولادي الحقيقيين، لكنني كنت أعلم أن أولادي عند جدتهم".

من جانبه قال الزوج "ذلكف آيدن"، إن محمود بذل جهودا مضاعفة لإنقاذه من تحت الانقاض.

واستطرد قائلا: "لو كنا مكان محمود ربما لم نكن لنبذل كل هذا المجهود، فعندما رأيت ضوء هاتف محمود بدأت بالصراخ وطلب المساعدة، حينها أدركنا أننا سننجوا من تحت الانقاض، وبعد أن أزال محمود الركام من فوقي تمكنت من النجاة بمساعدته، وبعد ذلك بدأ بمساعدة زوجتي".

وتابع: "ظننا أن فترة الإنقاذ كانت قصيرة، وعلمنا لاحقا أن محمود بذل جهدا لمدة 3 ساعات ونصف الساعة لإنقاذ زوجتي، وبعد أن أنقذ زوجتي توجه محمود لمساعدة الآخرين، وبالأمس ذهبنا إلى مكان الأنقاض على أمل اللقاء به.