صناعة الزجاج المنفوخ.. حرفة فرعونية فى طريقها إلى الاندثار

ديلي صباح
القاهرة
نشر في 24.03.2016 00:00
آخر تحديث في 25.03.2016 12:53
صناعة الزجاج المنفوخ.. حرفة فرعونية فى طريقها إلى الاندثار

يعود تاريخ صناعة الزجاج إلى عام 2000 قبل الميلاد. ومنذ ذلك الحين، دخل الزجاج في أغراض عديدة من حياة الإنسان اليومية. فتم استخدامه في صناعة الآنية المفيدة والمواد الزخرفية ومواد الزينة بما في ذلك المجوهرات، كما كان له تطبيقاته الصناعية والمعمارية. ولقد كانت أقدم المواد الزجاجية على شكل خرز. وتعود أول قطعة زجاجية إلى حكم تحتمس الثالث 1450 – 1504 قبل الميلاد. ثم تطورت الصناعة في أواخر الإمبراطورية الرومانية القديمة بفضل بيئة مصر المناسبة لحفظ الآثار، حيث وجد بها أغلب الزجاج الأثري.

ولكن مع الأسف فإن نفخ الزجاج أصبح حرفة فى طريقها إلى الإندثار، إذ قل الإهتمام بها كما اندثر معظم صانعوا الزجاج.

فى قرية ميت نما بمحافظة القليوبية مازالت بعض العائلات تحافظ على مهنة صناعة الزجاج بعد أن توارثوها من أبائهم وأجدادهم. محمد نجيب أحد فناني تلك الحرفة، اكتسب خبرته من عمه حيث كان يعمل معه فى ورشته، وبعدها انتقل إلى العمل مع أبناء عمته الذين يعملون أيضا بنفس الحرفة، وفي النهاية تمكن من إنشاء ورشته الخاصة للنفخ والزخرفة. وبعد أن كان يبيع داخل مصر فقط أصبح يصدر إلى أمريكا وألمانيا وانجلترا والصين وبعض الدول العربية. ولكن كطبيعة الحال فإن نجيب يشكوا من قلة العمل الآن بسبب تدهور السياحة وسوء الحالة الاقتصادية.

يقول نجيب متعجبا "على الرغم من أن أصل تلك الحرفة مصري إلا أن المواد الخام للزجاج والألوان التى يتم إستخدامها كلها يتم استيرادها من الخارج وخصوصا من تركيا، إذ نستورد الألوان والذهب السائل من تركيا"

أيمن الراوي أيضا من القلة القليلة التي تعمل بمهنة نفخ الزجاج وزخرفته، يقول الراوي إنه يزاول تلك الحرفة منذ عشرين عاما، وقد أنشأ ورشة فى لبنان لنفخ الزجاج وزخرفته وعلى حسب قوله فإنه الوحيد الذى يمتلك مثل هذه الورشة فى لبنان.

يقول الراوي وهوينفخ بحذر في العصا المضادة للتأكسد: "جميع أفراد عائلتي تعلموا هذا الفن منذ الصغر. إنه يحتاج إلى قوة وصبر وتحمل شدة نار الفرن إذ تصل درجة حرارته إلى أكثر من 1400 درجة مئوية ، فضلا عن الدقة والإتقان، وتعلمه يتطلب وقتا طويلا قد يستغرق خمس سنوات، أي أنه يحتاج إلى فريق عمل متكامل ولا يستطيع فرد وحده القيام به وحيدا."

كما تحدث الراوي عن مخاطر تلك المهنة حيث التعرض للحرق اوللجروح كما إنهم يكونوا أكثر عرضة للإصابة بمرض بالسرطان.