تركي مسن ينشأ حديقة زهور لزوجته المريضة وينجح بعلاجها

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 30.09.2022 15:02
يجلس الزوجان على مقعد تبرعت به البلدية المحلية لهما ، في حديقتهما ، في إسكيشهير ، وسط تركيا DHA يجلس الزوجان على مقعد تبرعت به البلدية المحلية لهما ، في حديقتهما ، في إسكيشهير ، وسط تركيا (DHA)

ألهمت اقتراحات الأطباء لتحسين نوعية حياتها، العجوز التركي "ممدوح جيتين" لإنشاء حديقة لزوجته المريضة، وبعد 11 عاماً من الجراحة التي أنقذت حياتها، استعادت "مُجِّلة جيتين" ذاكرتها ونسيت ألمها بفضل الحديقة التي صممها لها زوجها البالغ من العمر 80 عاماً.

وفور انتشار قصة الزوجين، سارعت البلدية المحلية في ولاية إسكيشهير حيث يعيشان، في تقديم الدعم والمساعدة فقام عمال البلدية يوم الأربعاء بإحضار الكثير من الأزهار النضرة إلى الحديقة وساعدوا "جيتين" في العناية بها.

ومنذ حوالي 15 عاماً أصيبت المسنة "مُجِّلة جيتين" بنزيف في المخ سبب لها شللاً جزئياً أعقبه فقدان في الذاكرة. وبعد 4 سنوات خضعت لعملية جراحية في الدماغ، وأخبر الأطباء زوجها أن لديها فرصة للشفاء التام، لكنها ستحتاج إلى مزيد من التعرض لأشعة الشمس والأكسجين، إلى جانب الأدوية.

واعتقد "ممدوح جيتين" أن الحديقة ستكون مثالية لها، لكن منزلهم لم يكن به واحدة، كما أن زوجته بالكاد تستطيع المشي إلى الحديقة العامة، فقام أولاً بنقلها إلى شقة في الطابق الأول وزود الجدران الخارجية بقضبان حديدية كي تتمكن زوجته من التمسك بها أثناء المشي دون مساعدة، ثم أحضر أواني الزهور وزرع أشجار الصنوبر الصغيرة على الرصيف المقابل لبيته.

ومع مرور الوقت، راح يحضر المزيد من الزهور المتنوعة والفواحة، ولا يزال الزوجان يقضيان معظم الوقت في "حديقتهما"، التي أطلق عليها السكان المحليون لقب "حديقة العشاق".

وخلال حديثه إلى وسائل الإعلام المحلية قال "جيتين" المتزوج منذ 56 عاماً: "كانت مريضةً حقاً ولم تسعفها ذاكرتها حتى بالتعرف إلى أولادنا".

وأضاف:"لكنها في حالة جيدة الآن ولا تعاني من أي ألم، لقد أنفقت عليها كثيراً، لكنها تستحق ذلك، أتمنى لو أستطيع شراء المزيد من الزهور لها. هذه الحديقة غيّرت حياتها وأنا أوصي بأن يكون لكل فرد حديقة لأن أريجها رائع جداً".

من جانبها قالت "مُجِّلة جيتين" البالغة من العمر 76 عاماً: "أقضي معظم وقتي في الحديقة كل يوم، أنا أشعر أنني على خير ما يرام".

وأضافت وهي تجلس بجوار زوجها وسط أواني الزهور الملونة التي تغطي جزءاً من الرصيف خارج منزلهم في أحد الشوارع في منطقة تيبباشي في إسكيشهير: "يبدو الأمر كما لو أنني ولدت من جديد". مشيرةً إلى أن "التحدي الوحيد بالنسبة لي هو عدم القدرة على المشي دون مساعدة كبيرة. بخلاف ذلك، أنا بخير ولدي منظر جميل هنا".

وختمت بالقول: "زوجي يعتني بي جيداً".