بأيادٍ تركية.. صياغة الفضة بأسلوب حضارة "أورارتو"

وكالة الأناضول للأنباء
وان
نشر في 22.05.2023 15:48
ورشة صغيرة في مدينة وان شرقي تركيا تحافظ على فن صياغة الفضة بطريقة حضارة أورارتو صورة: الأناضول ورشة صغيرة في مدينة وان شرقي تركيا تحافظ على فن صياغة الفضة بطريقة حضارة "أورارتو" (صورة: الأناضول)

الحرفي "صادق بينيجي" يعمل على صياغة الإكسسوارات مثل المسابح والخواتم والقلائد والمزهريات والأحزمة والأساور بزخارف مميزة وبطريقة ترجع للفترة الأورارتية التي ازدهرت في منطقة الأناضول خلال الفترة بين القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد.

يعمل الحرفي "صادق بينيجي" في ورشته الصغيرة بمدينة وان التركية منذ 42 عاماً، للمحافظة على فن صياغة الفضة بطريقة حضارة "أورارتو"، التي ازدهرت في منطقة الأناضول خلال الفترة بين القرنين التاسع والسابع قبل الميلاد.

ولا تزال وان شرقي تركيا، تحافظ على حرفة النقش على الفضة والتي تعرف باسم "ساوات"، وتعد واحدة من أهم الحرف اليدوية في المدينة.

ويرجع تاريخ الحرفة إلى فترة حضارة "أورارتو" التي كانت وان عاصمتها لعدة قرون، ثم موطناً لحضارات أخرى، ويسعى حرفيو المدينة إلى نقل خبراتهم بهذه الحرفة إلى الأجيال القادمة.

ومن بين الحرفيين نجد التركي صادق بينيجي (52 عاماً)، الذي تعلم النقش على الفضة بالأسلوب الأورارتي التقليدي عندما كان في العاشرة من عمره.

وفي ورشته المتواضعة، يعمل بينيجي على صياغة الإكسسوارات مثل المسابح والخواتم والقلائد والمزهريات والأحزمة والأساور بزخارف مميزة وبطريقة ترجع للفترة الأورارتية.

بينيجي استقى المهنة من حرفي شركسي في إسطنبول، عندما ذهب إلى المدينة مع والده الذي كان يعمل صائغًا للفضة، وحرص بعد تعلمها على افتتاح ورشته الخاصة في وان والعمل على صياغة تصاميم مختلفة من إكسسوارات الفضة، بحسب ما ذكره لوكالة الأناضول.

كما يبذل الرجل مساعٍ مهمة من أجل الحفاظ على هذا الفن والحرفة المنسية، وتعليمها لعشاق الفن بغرض إيصال أسرارها وجمالها للأجيال القادمة.

وقال إنه أتقن الحرفة وحصل أيضاً على لقب "فنان الدولة" نظراً للجهود التي قدمها من أجل الحفاظ على حرفة "ساوات".

ومنذ عام 1997 يعمل الحرفي بينيجي في ورشته الخاصة، التي طور فيها نماذج جديدة من مقتنيات الزينة كالقلائد والأقراط والخواتم.

وأضاف أن أسلوب ساوات يعتبر قديماً ومميزاً في النقش على الفضة، "لقد حافظت منطقتنا على الحرفة منذ فترة الحضارة الأورارتية، ومستخدمًا هذه الطريقة، أصنع المسابح التي لا يستطيع صناعتها الكثير من الحرفيين في تركيا"، وفق تعبيره.

وذكر بينيجي أن معادن مثل الرصاص والفضة والنحاس تدخل في صياغة مقتنيات وإكسسوارات الفضة وفق طريقة "ساوات"، فيما يتم إضافة كمية ضئيلة من النحاس في الذهب عيار 22، لذلك فإن صياغة الذهب وفق هذه الطريقة يتطلب مهارة عالية.

ما زلت أتعلم رغم تقدم سني

ويذكر بينيجي أن نسب الحرارة تلعب دورا رئيسيا في صياغة الحلي والإكسسوارات وفق طريقة "ساوات"، مبينا أن تسخين الخليط أكثر من اللازم سيؤدي لاحتراقه.

ويضيف: "ما زلنا نعمل بالأسلوب نفسه الذي كان سائدًا في العصور القديمة، أنا لا أضيف أي معادن إضافية على الطريقة التقليدية، أقيس كلاً من معدل النحاس والفضة وبعد أن أحصل على النسب المطلوبة، أبدأ بالمعالجة والصياغة".

ويلفت الحرفي التركي إلى أنه يقوم بعمله بحب وشغف، وهو سر النجاح في هذه الحرفة، مشيرًا إلى أنه يعمل على نقل الخبرات والمهارات التي اكتسبها للأجيال القادمة.

أعداد الحرفيين تتراجع

رئيس قسم الآثار في كلية الآداب بجامعة وان، رأفت تشاوش أوغلو يقول بدوره، لوكالة لأناضول، إن أسلوب ساوات في النقش على الفضة، بات من الحرف المعرضة لخطر الانقراض.

ويشير تشاوش أوغلو إلى صعوبة العمل في هذه الحرفة، وأن الحرفي صادق بينيجي يعتبر واحداً من القلائل الذين حافظوا على هذا التقليد والذي يتطلب مهارة عالية في التحضير والصياغة.