"ديلي صباح" تفتتح مقابلات الدبلوماسيين مع قنصل الهند "سودهي شودري"

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 07.06.2023 16:17
آخر تحديث في 07.06.2023 16:42
سودهي شودري، القنصل العام للهند في إسطنبول، أمام مسجد أورطاكوي الشهير،إسطنبول ، تركيا، 5-6-2023 صورة: ديلي صباح سودهي شودري، القنصل العام للهند في إسطنبول، أمام مسجد أورطاكوي الشهير،إسطنبول ، تركيا، 5-6-2023 (صورة: ديلي صباح)

تبدأ "ديلي صباح" سلسلة مقابلات مع ممثلي الدول الأجنبية في إسطنبول، وتجري أول مقابلة مع "سودهي شودري" القنصل العام الهندي في إسطنبول، التي كشفت عن العلاقة الساحرة بين تركيا والهند، حيث تتشابك التقاليد القديمة والإيقاعات الناعمة والنكهات المثيرة لخلق سيمفونية لا تُنسى من الانسجام بين الثقافات

تجري"ديلي صباح" سلسلة مقابلات حصرية مع القناصل العامين والدبلوماسيين لعدة دول المقيمين في مدينة إسطنبول التركية النابضة بالحياة.

من الثراء التاريخي والثقافي لإسطنبول إلى التعقيدات الدبلوماسية التي يتنقلون فيها يومياً، سنكشف عن القصص الرائعة والأفكار التي يشاركها هؤلاء الممثلون الموقرون، وننطلق في رحلة آسرة عبر عالم القنصليات، لنكتسب فهماً أعمق لأدوارهم وتحدياتهم وتأثيرهم العميق على تشكيل الروابط العالمية داخل هذه المدينة الديناميكية.

والمقابلة الأولى من سلسلتنا مع "سودهي شودري" القنصل العام للهند في إسطنبول، التي تترك انطباعاً دائماً بابتسامة مشرقة، التقينا بها في منطقة "أورطاكوي" الشهيرة في إسطنبول، وكان يوماً مشمساً فيه نسائم الصيف اللطيفة، حيث ارتدت شودري بأناقة مفرطة "الساري"، وهو لباس تقليدي ترتديه النساء في الهند.

وبعد العمل والعيش في بانكوك لمدة تزيد عن 3 سنوات جاءت شودري إلى تركيا من تايلاند، وانتقلت إلى إسطنبول في وقت صعب عندما كان العالم يواجه تحديات وباء كورونا.

وحول البدايات علقت شودري: "باستثناء التحديات الأولية الناجمة عن كورونا، كان الوقت الذي قضيته في إسطنبول رائعاً للغاية. الهند وتركيا حضارتان لهما علاقات عميقة الجذور. وتعكس لغتنا وعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا العائلية ومطبخنا وفننا وعمارتنا درجة كبيرة من التشابه. وبفضل الجوانب المألوفة في كل مكان، تكيفت مع الحياة في إسطنبول بسهولة".

وكونها دبلوماسيةً، فقد مُنحت شودري فرصاً فريدة للإقامة في وجهاتٍ آسرة خلال فترات العمل، وبالنسبة لها، واحدة من تلك التجارب المجزية هي أن تكون في إسطنبول.

"الوقت الذي نقضيه هنا لا يُنسى في مثل هذه المدينة الرائعة. فالتوازن بين التقاليد والحداثة في إسطنبول يشبه بشكل ملحوظ مسقط رأسي في "لكناو" عاصمة ولاية أوتار براديش شمال الهند، وفوق كل شيء، أستطيع أن أقول إن الدفء وكرم الضيافة والصداقة التي يتمتع بها الشعب التركي تجعلني أشعر بأنني في بلدي حقاً".

العلاقة مع الثقافة التركية

بالنسبة لشودري، يوجد العديد من أوجه التشابه الثقافي بين الهند وتركيا، ومن الطبيعي أن تكون الموسيقى بين البلدين متشابكة، وهي أشارت إلى الروابط الموجودة في الآلات الموسيقية مثل "تانبورا" الهندية و "طانبور" و "سارانجي" و "كيمنتشي" و "شيهناي" و "زورنا" وغيرها.

"لقد كنت أتابع الموسيقى التركية منذ أيام دراستي، بعض الأغاني التركية التي أحبها هي نسخة من أغاني هندية شائعة، وكم أستمتع بالفيلم التركي الكلاسيكي "إريك دالي" للمخرج عمر فاروق. وأيضاً وجدت أنه تكييف بعض الأغاني الهندية كنسخ تركية. أنا أستمتع بالاستماع إليها. كما أنني سعيدة لأن الموسيقى الحديثة هي أيضاً مركز التقاء ثقافي بين الهند وتركيا".

وسلطت القنصل العام للهند في إسطنبول الضوء على عدد كبير من أوجه التشابه في الممارسات الثقافية بين الهند وتركيا، لا سيما تقاليد الضيافة والزفاف. ومع ذلك، فإن تقاليد الحمام التركي ورواية الثروة بعد شرب القهوة التركية تبهرها. لقد حاولنا بالفعل قراءة الأرقام التي ظهرت في بقايا القهوة المطحونة في الكوب عندما أكملنا مقابلتنا الممتعة.

ونظراً لأن المسلسلات التلفزيونية التركية مشهورة عالمياً، يمكن اعتبار شودري من بين المعجبين بها.

"مثل المسلسلات الهندية ذات نسبة المشاهدة الواسعة في تركيا، تحظى المسلسلات التركية بشعبية في الهند. أتذكر مشاهدة المسلسلات التركية بانتظام حتى منذ سنوات. ومنذ وصولي إلى إسطنبول، أحببت مشاهدة الأفلام التركية من حين لآخر. ومن بين المسلسلات ، أشاهد "Muhteşem Yüzyı" وترجمته القرن الرائع. وأجده مثالياً لتحسين مهاراتي في اللغة التركية أيضاً".

المطبخ التركي

وبدأت شودري رحلة الطهي من خلال المطبخ التركي، حيث تنغمس في العديد من الأطباق اللذيذة. وقالت إنها تذوقت العديد من الأطباق التقليدية مثل "الشاورما واللحم بعجين والكباب والأسماك المقلية والفطائر" ومجموعة واسعة من الحلويات مثل "الأرز بالحليب والبقلاوة والقطايف ومربى اليقطين مع الجوز".

وشددت على أوجه التشابه بين بعض الأطباق التركية والهندية، مثل الكباب والأرز والخبز والحلويات، لكنها أكدت على أهمية إدراك أن الأطعمة التي تحمل نفس الأسماء أو أسماء متشابهة يمكن أن يكون لها اختلافات مميزة، وقد تكون معروفة بأسماء مختلفة في أماكن أخرى.

"طعامي التركي المفضل هو الغوللاج. إنه خفيف ولذيذ ومنعش. أنتظر حلول رمضان كل عام لأستمتع به. كما أن الفطور التركي التقليدي لا يفوتني أيضاً. وعندما أستقل العبارة عبر مضيق البوسفور، أشتري السميت بالجبن الكريمي من أحد الباعة المتجولين"، أضافت شودري.

وتابعت: "أحب أن أطهو وأحياناً أجرب صلصة الطماطم مع الفلفل والبصل بين المازات وأحب كذلك ورق العنب المحشو ومحشي الباذنجان والفاصولياء البيضاء مع الأرز وقطع الدجاج المشوية وغيرها".

التجول في رحاب تركيا

وحول جمال تركيا قالت شودري: "لقد كنت محظوظةً لاستكشاف أجزاء من تركيا، بما في ذلك المناطق المحيطة ببحر مرمرة ووسط الأناضول وبحر إيجة والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق تركيا. وكل منطقة تتمتع بتنوع ٍجغرافي، ولها تاريخ فريد وعادات وطعام فريد من نوعه، وهي رائعة تماماً. ومن الصعب بالنسبة لي أن أذكر فقط بعض المدن المفضلة لأن إسطنبول بلا شك على رأس القائمة وكذلك بودروم وكابادوكيا وإزمير وجناق قلعة وطرابزون وأماسيا".

وأضافت: "ومن المستحيل أيضاً أن يكون لدي مكان مفضل واحد في إسطنبول، ولكن إذا اضطررت إلى اختيار مكان واحد فسأختار البوسفور، والذي في رأيي هو قلب إسطنبول. أحب أن أركض على طول مضيق البوسفور، وكلما سنحت لي الفرصة، أمارس اليوغا على جانبي المضيف فالمنظر مذهل هناك".

وقد يكون تعلم اللغة التركية تحدياً للعديد من الأجانب، حيث يقول معظمهم إنها لغة صعبة التعلم. أما بالنسبة إلى شودري فقد سارت العملية بشكل أكثر سلاسة حيث وجدت الكثير من الكلمات الشائعة بين الهندية والتركية.

وأشارت إلى أن "هناك ما يزيد عن تسعة إلى عشرة آلاف كلمة مشتركة بين لغتي والتركية"، وقالت: "وما واجهته حقاً بعد وصولي إلى هنا هو أوجه التشابه الشاسعة هذه. لقد فوجئت بسرور لأنني تمكنت من تحديد أسماء المنتجات والمكونات في المتجر المحلي حتى في الأيام الأولى لي في إسطنبول".

وأردفت: "في الأسبوع الماضي، كنت أقوم بإعداد بودنغ الأرز الهندي وهو مشابه لبودنغ الأرز التركي، وكنت بحاجة لشراء الحليب المكثف. لم أكن أعرف الإسم التركي للحليب المكثف في ذلك الوقت، لذلك بحثت عنه واكتشفت أنه يسمى "yoğunlaştırılmış sü. وما زلت أمارس هذا الاسم العسير على لساني".

وختمت بالقول: "تركيا هي بالفعل وجهة سياحية شهيرة للغاية للهنود. ويقدر الناس في كلا البلدين النوايا الحسنة المتبادلة على المستوى الشعبي. حتى العلاقات القوية بين الهند وتركيا من شأنها أن تعزز بشكل طبيعي محبة وشهرة تركيا في الهند".

ديلي صباح - بوسيه كيسكين