للمرة الأولى.. "الذرة الحمراء" تُثمر في غزة

وكالة الأناضول للأنباء
غزة
نشر في 23.07.2023 16:13
آخر تحديث في 23.07.2023 16:18
ذرة حمراء اللون تنمو في قطاع غزة بفلسطين للمرة الأولى بعد أن جلب بذورها تاجر فلسطيني من الصين صورة: الأناضول ذرة حمراء اللون تنمو في قطاع غزة بفلسطين للمرة الأولى بعد أن جلب بذورها تاجر فلسطيني من الصين (صورة: الأناضول)

في حقل يقع شمالي قطاع غزة، نمت سيقان ورقية طويلة خبأت بين أوراقها الخضراء أكوازاً من الذرة تعكس حباتها اللامعة مزيجاً من الألوان بين الأحمر الياقوتي مع الأبيض والوردي.

ولأول مرة ينمو هذا النوع من الذرة حلوة المذاق في قطاع غزة، مختلفة عن نظيرتها الصفراء أو البيضاء من حيث الحجم فتصنّف بأنها الأصغر بينهما.

وهو يتجول بين هذه الثمار الناضحة، يعبر التاجر الفلسطيني محمد أبو زيادة (30 عاماً) عن سعادته بنجاح التجربة الأولى من نوعها في غزة، التي نقل بذورها من مدينة شانتو الصينية الساحلية في يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى غزة ليجري هذه التجربة التي يقول إنها رائدة في القطاع الزراعي.

وعلى مدار العامين السابقين، راودت أبو زيادة فكرة وصول هذا النوع من الذرة إلى قطاع غزة المحاصر إسرائيليا لأكثر من 16 عاماً، تحقيقا لرغبته بمشاركة الثقافة الصينية مع السكان وإتاحة المجال لهم لخوض هذه التجربة.

وينمو هذا النوع من الذرة في الفترة الممتدة بين أوائل الصيف حتى فصل الخريف، بينما تتأثر بطبيعة المناخ في البلاد التي تزرع فيها.

ويعود أصلها إلى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، حيث نشأت لأول مرة في وادي نهر "بالساس" جنوب وسط المكسيك، منذ أكثر من 9 آلاف عام.

تجربة جديدة

يقول أبو زيادة إنه تعرف على هذا النوع من الذرة منذ نحو عامين خلال جولة أجراها لعدة مدن صينية بغرض التجارة واستيراد البضائع.

وذكر أبو زيادة لوكالة الأناضول أنه فضّل نقل هذه التجربة لسكان غزة الذين يعجزون عن التنقل إلى الخارج بحرية، وتردي أوضاعهم الاقتصادية بفعل الحصار الإسرائيلي منذ منتصف 2007.

ووفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن 61.6 بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم مليونين و300 ألف نسمة يعيشون حالة فقر، بينما بلغت نسبة البطالة مع نهاية 2022 حوالي 47 بالمئة.

وأوضح أبو زيادة أنه تعاقد مع مزارع فلسطيني في أبريل/ نيسان الماضي، ليشرف على عملية زراعة بذور الذرة الحمراء ونضج ثمارها.

وأردف: " تعديد مصادر الدخل شكل حافزا ودافعا بالنسبة لي من أجل استيراد هذه البذور، خاصة وأن مهنتي التجارة فأهتم بإدخال ما هو جديد للقطاع".

وأشار إلى أن المحصول الذي سينتج عن التجربة الأولى من زراعة الذرة الحمراء، سيتم توزيعه مجانا على كل من يرغب بتجربته.

وأفاد أبو زيادة بأنه سيعكف في الفترة اللاحقة، على استيراد كميات جديدة بغرض التجارة وبيعها للمزارعين، حيث يحتاج الدونم الواحد، بحسب أبو زيادة، نحو 3-4 كيلوات من البذور.

وتابع: "نحن تجار نسافر للبحث عن البضاعة، حينما نرى منتجاً جديداً نجلب كميات قليلة منه للتجربة فقط، وذلك لتفادي الخسارة في حال فشل المشروع".

رواج واسع

ويشير التاجر الفلسطيني إلى أن الذرة الحمراء لاقت رواجاً واسعاً في قطاع غزة سواء بين السكان أو على وسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى استقباله عشرات الرسائل التي تطلب حجزاً لهذا النوع من الذرة لتجربتها.

وعن مميزات الذرة الحمراء، يقول أبو زيادة إنها لا تحتاج لكميات كبير من المياه أو المبيدات أو الأسمدة.

كما تضفي هذه النباتات الموسمية مظهراً جمالياً للحقل، بحسب أبو زيادة، وذلك لارتفاع ساقها وورقها العريض.

وفيما يتعلق بالقيمة الغذائية لهذه الثمرة، قال أبو زيادة إن الحبات الملونة تحتوي على مركب "الأنثوسيانين" (مواد عضوية لونية قابلة للذوبان في الماء)، والذي له خصائص مضادات أكسدة.

وتعد هذه الذرة، بحسب مواقع علمية، مصدراً للألياف تعمل على تنظيم الجهاز الهضمي، ومصدرا لفيتامين "أ" الذي يساهم في الحفاظ على صحة الأعضاء.

كما تحتوي على عدد من العناصر الغذائية الأخرى مثل "الكالسيوم وفيتامين سي والحديد والبوتاسيوم والزنك والنحاس والفوسفور والمغنيسيوم".