أعلنت وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) بدء أعمال ترميم المسجد السلطاني الذي بنته والدة السلطان العثماني عبد العزيز، في مدينة سنيتجه (وسط غرب صربيا)، حيث تعيش أكبر جالية بوسنية في صربيا.
وقال إدارة تيكا أنهم قد تلقوا التصريحات اللازمة من السلطات المحلية للبدء بأعمال الترميم.
يعد المسجد الذي بني عام 1870 ويقع في مركز مدينة سنيتجه، واحدا من أهم رموز الوجود العثماني في المنطقة علاوة على أنه تحفة معمارية باتت رمزاً للمدينة.
يقول منسق تيكا في بلغراد، محمد بيرق، إن المسجد مسجل على لائحة "التراث الثقافي" منذ عام 1989، وإن الوكالة ستقوم بترميم المسجد وفقاً لمخططاته الأصلية. ويضيف أن ترميم المسجد جاء بهدف إنقاذه من حالته الحالية ولتقديمه للسياحة مَعلماً ثقافياً.
وقال بيرق إن المسجد بني بأمر من السلطانة برتفنيال، التي كانت تعرف باسم "أم الجيهان" أي أم العالم، لما كان لها من سلطة على السلطان عبد العزيز؛ كما يعرف المسجد باسم "مسجد السلطانة الوالدة" Valide Sultan.
وقد أمرت ببناء العديد من الأوقاف في حياتها، مما يشكل الآن واحدا من أهم التراث الثقافي في المنطقة. ويقول بيرق إن وكالة تيكا تخطط أيضاً لترميم ذلك الموقع الثقافي الهام التابع لأوقاف السلطانة برتفنيال سنة 2017.
سنة 1917، انصهرت طبقة الرصاص التي كانت تغطي قبة المسجد. كما تضرر البناء بشدة من قصف المدينة خلال الحرب العالمية الثانية. وستقوم وكالة تيكا بحل مشاكل بنية سقف المسجد وسيتم إكمال الزخارف في الداخل والخارج. كما ستضطلع الوكالة بإعادة تأهيل البيئة حول المسجد.
من جانبه، يقول مصطفى بلطيق، المتخصص في العمارة الإسلامية، إن بلدة سنيتجه كانت تقع في أقصى الطرف الغربي للإمبراطورية العثمانية سنة 1864، وإن العثمانيين قد بنوا العديد من المساجد في المنطقة. ويضيف أن عدد سكان البلدة وقتها لم يكن يتجاوز 5000 نسمة. ويزيد بلطيق: "وللمسجد حاجة ماسة لأهل البلدة حتى اليوم". وقال إن المسجد سيستعيد قيمته التي يستحقها بعد استكمال ترميمه.
مشيراً إلى أن مسجد الوالدة، وهو المسجد الوحيد الذي بناه أحد أفراد السلاطين، لن يكون مجرد مكان للصلاة، بل مركزاً سياحياً وثقافياً سيقصده الناس من كل العالم.
