صناعة الأواني النحاسية في تركيا حرفة تراثية عمرها 225 عاماً

منتجات سوق النحاسين في "صفران بولو" في ولاية "قره بوك" (IHA)

بدأ سوق النحاسين في منطقة "صفران بولو" في ولاية "قره بوك" بشمال تركيا في التلاشي والذبول رويداً رويداً على مر السنين، حتى لم يتبق منه اليوم سوى 4 فقط من معلمي حرفة صناعة الأواني النحاسية والمعدنية التاريخية. "جيهان أونال" الشاب ذو الـ 24 عاماً هو أحد أعمدة هذا السوق بالرغم من حداثة عمره، وهو فخور بإبقاء حرفة عائلته في قيد الحياة كي يستفيد ويتعلم منها الجيل الجديد.

بدأ "أونال" العمل كحرفي تعدين منذ 2 عام، ليأخذ مكان والده في السوق الذي يرجع تاريخه إلى 225 سنة. وقال لوكالة الأنباء IHA: "أحب هذه المهنة وأريد الاستمرار فيها في سوق النحاسين الذي يمتد عمره لأكثر من 200 عام. نحن آخر من يعمل في هذه الحرفة التقليدية ولم يتبق منا سوى 4 معلمين، وأنا الأصغر سناً بينهم، أما بقية المعلمين فتزيد أعمارهم عن 50 عاماً. وأنا أفخر بكوني ممثلاً لهذه الحرفة من جيل الشباب".

ويقع سوق النحاسين على ضفة نهر صغير يسمى "أكجا سو" في "صفران بولو"، وهو السوق الوحيد الذي ينتج الأدوات المعدنية المصهورة أو المصنعة يدوياً ويجذب السياح بأعماله الفريدة والتقليدية.

وتحدث "حسين أوزدمير" صانع الأقفال في السوق إلى وكالة الأنباء أيضاً، وذكر أن هناك أسواقاً عثمانية كانت تباع فيها مصنوعات الحرف اليدوية مثل سوقهم هذا في "صفران بولو". وأضاف: "انقرضت كثير من الحرف اليدوية اليوم وبقي سوقنا صامداً في وجه الزمن. أما الحرف الأخرى فقد تراجعت للأسف وصارت منتجاتها تباع كهدايا تذكارية".

وأشار "أوزدمير" إلى أن حرفة صناعة المعادن تكاد تتلاشى وأن معظم منتجاتها يعود تاريخها إلى 2 أو 3 قرون في بعض الأحيان. مشيراً إلى أنه يشعر بالسعادة والفخر لأنه ينقل تراث أجداده إلى الأجيال الجديدة.

يذكر أن سوق النحاسين في "صفران بولو" بني عام 1796 في عهد "عزت محمد باشا" الوزير الأعظم لدى السلطان العثماني سليم الثالث الذي عاش بين 1761-1808. وكان السوق يضم عند تأسيسه 40 ورشةً لكنه بحلول عام 1924 ارتفع هذا العدد إلى 105 ورشات. ومع التقدم التكنولوجي تلاشت الحرف اليدوية المعدنية تدريجياً، وأغلقت المتاجر ولم يبق منها سوى عدد قليل.

ويعكس السوق والحرف التاريخية اليوم ثقافة وتقاليد وأسلوب حياة المجتمع التركي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ويصنّع الحرفيون القلائل اليوم أقفالاً ومقابض أبواب وزخارف معدنية لمنازل "صفران بولو" المشهورة بهندستها المعمارية الفريدة وبذلك يساعدون المدينة في جذب الزوار بالرغم من الوباء العالمي. كذلك ينتج حرفيو السوق سيوفاً ودروعاً وخوذا ومواد أخرى متنوعة للأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تدور أحداثها في فترة الإمبراطورية العثمانية، مثل مسلسل "قيامة أرطغرل" الذي ملأت شهرته جميع أنحاء العالم في الآونة الأخيرة.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.