إبريق أثري يرجع لعصر الحيثيين عمره 4.250 عاماً يعود إلى تركيا

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 27.10.2021 16:09
آخر تحديث في 27.10.2021 16:18
الإبريق الحيثي المستعاد IHA الإبريق الحيثي المستعاد (IHA)

بعد التأكد من وجود إبريق ذهبي أثري ذي مصب ينتمي إلى عصر الحيثيين الذين عاشوا في الأناضول في القرن الثالث قبل الميلاد، في متحف في لندن، تم العمل على إعادته إلى تركيا. وقال "محمد نوري إرسوي" وزير الثقافة والسياحة التركي في بيان له: "هذا التراث الثقافي عاد إلى الأرض التي ينتمي إليها".

وجاء التعريف بالقطعة الأثرية من دائرة مكافحة التهريب التابعة للمديرية العامة للمتاحف والتراث الثقافي. وكان الإبريق الأثري قد بيع لجامع الأعمال الفنية "آرثر غيلبرت" من لوس أنجلوس عام 1989 ليضيفه إلى مجموعته من المشغولات الذهبية والفضية قبل أن يُعار إلى متحف "فيكتوريا ألبرت" في لندن. وتم الاتصال بمؤسسة "غيلبرت" للفنون التي أسسها "آرثر غيلبرت" من أجل إعادة القطعة الأثرية التي تبين أن الحصول عليها تم بشكل غير قانوني من الحفريات ثم هُرّبت من الأناضول.

وأبلغ مسؤولو مؤسسة "غيلبرت" عن جهلهم بوجود روابط غير قانونية لدى استلام القطعة الأثرية.

وتمكن خبراء الوزارة التركية بالتعاون مع المؤسسة، من مقارنتها بقطع أثرية مماثلة، وأكدوا أن القطعة تعود إلى فترة الحيثيين، وأبلغوا المؤسسة بذلك. بدورها شاركت المؤسسة نتائج التحليل الكيميائي للمكونات المعدنية للقطعة مع الوزارة. وتم تحديد أن الإبريق ذي المصب الذهبي وثيق الصلة بقطع أثرية أخرى عثر عليها في الحفريات الأثرية في "ألاجا هويوك" و"محمتلار"، كما عثر على أمثلة مشابهة في الحفريات في مستوطنة الحيثيين في "جوروم" و"أماسيا". وأخيراً، أُعيد الإبريق الذي يُعتقد أنه كان يستخدم للشرب أثناء الاحتفالات المقدسة من قبل الطبقة الحاكمة، إلى وطنه.

وأقيم حفل للأعمال الفنية الموجودة في متحف حضارات الأناضول الواقع في أنقرة. وفي حديثه في الحفل، قال الوزير "إرسوي" إن تركيا تواصل بحزم جهودها من أجل إعادة الأصول الثقافية التي انتزعت بشكل غير قانوني من أراضيها. وأشار الوزير إلى الصعوبات التي يواجهونها لإعادة المنهوبات الثقافية والتاريخية للوطن مثل القرارات المتحيزة والمناقشات التي لا معنى لها ووجهات النظر الغير واقعية والغير علمية، لكنه أضاف: "في بعض الأحيان نشهد وجود مناهج أخلاقية، كما في هذه الحالة، وهي تشكل قوة دافعة لنا في معالجة الصعوبات".

كما قدم الوزير "إرسوي" معلومات إضافية حول عملية إعادة القطع الأثرية، حيث قال: "تم إجراء مقارنات بين بيانات المكونات المعدنية المتعلقة بالقطعة الأثرية من قبل متخصصين في مختبر أنقرة الإقليمي للترميم والحفظ التابع لوزارتنا.

وقال الوزير: "بعد مراسلاتنا، وجدنا أن متحف حضارات الأناضول هو المكان الصحيح لعرض هذه القطعة والحفاظ عليها، نظراً للمجموعة الحيثية الرائعة الموجودة هناك".

وأوضح أيضاً أن الطبيعة الاحتفالية للإبريق ذي المصب يمكن فهمها من خلال حرفية العمل، وأضاف: "هذه القطعة الأثرية، التي يُفترض أنها وُضعت على الأرض كهدية قبر، قد أخرجها مجهولون من سياقها".

واختتم الوزير بالقول: "أعتقد أن شعبنا قدم أكبر مساهمة في حماية الأصول الثقافية، وعلينا جميعاً حماية هذه الجهود من الضرر. ومن المهم استعادة أصولنا الثقافية الموجودة في الخارج. دعونا لا ننسى أن هذه الحماية هي أيضاً خدمة لبلدنا وعلمنا وإنسانيتنا".