تركيا تتيح للمتطوعين من جميع أنحاء العالم اكتشاف تاريخ البلاد

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 01.12.2021 14:21
الأناضول (الأناضول)

أطلقت تركيا مؤخراً مشروعاً متكاملاً للشباب يمثل فرصة فريدة لاكتشاف التاريخ القديم للبلاد مباشرة، من خلال انضمامهم إلى علماء الآثار في أبحاثهم ودراساتهم. ويستضيف برنامج "المتطوعون الشباب" الذي تنفذه وزارة الثقافة والسياحة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، المئات من عشاق التاريخ من تركيا ومن مجموعة واسعة من البلدان الأخرى أيضاً، بما في ذلك كندا والولايات المتحدة وإندونيسيا.

وإلى جانب الطلاب الشباب، يتيح البرنامج الفريد من نوعه فرصة المشاركة لأشخاصٍ من مهن أخرى، بما في ذلك الممرضات والطهاة وربات البيوت. ويمكن لمن يتم اختيارهم أن يشاركوا في الحفريات الأثرية ويتطوعوا في المتاحف في جميع أنحاء البلاد، حيث يوفر لهم البرنامج فرصة مشاهدة اكتشاف القطع الأثرية من مجموعة متنوعة من الحضارات التي سكنت الأناضول واتخذت من هذه الأرض موطناً لها منذ قرون طويلة، كما يمكّنهم البرنامج من الترويج للتاريخ الغني لتركيا الممتدة من آسيا إلى أوروبا.

وكان البرنامج المميز اختار في أحدث دورة له عبر موقعه الإلكتروني 1.626 متطوعاً من بين الآلاف من المتقدمين. ووفقاً لمراحل الاشتراك يُطلب من المتطوعين أولاً حضور برنامج توجيهي لتعريفهم بالحفريات والمتاحف، وبعد التدريب، يرافقون الخبراء إلى تلك المواقع. كما يمكن للمتطوعين في المتاحف أن يعملوا كمرشدين للزوار إضافةً لمشاركتهم في الأنشطة اليومية التي تُقام هناك مثل المؤتمرات والمعارض. في حين ينضم متطوعو الحفريات إلى خبراء في هذا المجال في عشرات المواقع في جميع أنحاء تركيا.

وفي مقابلة صحفية أُجريت يوم الثلاثاء مع "يحيى جوشكون" نائب مدير إدارة الأصول والمتاحف الثقافية بوزارة الثقافة والسياحة، قال إن المشروع اجتذب أشخاصاً من العديد من المجالات والخبرات المختلفة. وأن لديهم خريجين من كليات علم الآثار والتاريخ والأدب، إلى جانب عدد من الأطباء والإعلاميين.

وأضاف:"انضمت لبرنامجنا ربة منزل سمعت عن المشروع وسافرت من إسطنبول إلى غازي عنتاب للعمل في متحف زيوغما للفسيفساء لأنها تحب هذا المكان وهي معجبة به جداً. كما انضمت للبرنامج كوهير سنام بيوك جنالجاجي قائممقام منطقة جنار في ولاية ديار بكر التي عملت في الحفريات الأثرية في قلعة زرزيوان". وأشار إلى أن الممرضة التي تطوعت في متحف أيدين للآثار تتابع الآن شغفها وتدرس علم الآثار.

ومن بين المتطوعين تحدث طالب الطب التركي "يغيت إران كافون" قائلاً إن شغفه بالتاريخ وعلم الآثار بدأ منذ الطفولة وهو ما دفعه للتطوع والعمل في متحف زيوغما للفسيفساء. وتم اختيار كافون أيضاً للمشاركة في برنامج تطوعي لمرافقة علماء الآثار العاملين في موقع في ولاية طرابزون شمال تركيا حيث يدرس في الجامعة.

وأضاف:"أنا سعيد لكوني جزءاً من هذا البرنامج وسوف أستمر بالتطوع طالما كان لدي الوقت والإمكانية لذلك". ويخطط "كافون" لدراسة الأنثروبولوجيا أو علم الأعراق البشرية في المستقبل، مشيراً إلى أنه يجمع بين الطب وعلم الآثار. وختم بالقول:"ساعدتني أجواء المتاحف والحفريات على تحقيق طموحي".

أما الطالب الجامعي الأندنوسي " كوت موراه هابيور رحمن" فقال أثناء المقابلة إنه كان دائماً مهتماً بالتاريخ القديم وكان متحمساً جداً للمشاركة في المشروع. وعمل "رحمن" في غازي عنتاب كمتطوع وهو الآن يحلم بالعمل في المواقع الأثرية البارزة في "جطل هويوك" و"غوبكلي تيبه".