حي الفاتح الإسطنبولي. قِبلة العرب والسياح

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 22.01.2018 00:00
آخر تحديث في 22.01.2018 21:58
إحدى الحدائق المحيطة بمسجد الفاتح من الأرشيف إحدى الحدائق المحيطة بمسجد الفاتح (من الأرشيف)

ارتبط اسم الفاتح باسم القسطنطينية ثم باسم إسطنبول. وفي قلب إسطنبول التاريخي، على تلة مرتفعة، يقوم حي "الفاتح"، الذي فتح أبوابه أمام الجالية العربية لأغراض التجارة والعيش، علاوة على ما يتميز به من أجواء روحانية.

والزائر للحي يمكنه أن يلمس عبق التاريخ، وأن يرى عظمة الحضارة الإسلامية العثمانية مرسومة على بيوت المدينة القديمة وجوامعها العثمانية.

أما إداريا، فجميع المناطق التي تقع داخل أسوار إسطنبول القديمة (القسطنطينية) تتبع بلدية الفاتح، فيما الحي نفسه يقع في قلب المنطقة، بمكان مركزي معروف، ويعد من أبرز المناطق التي يقصدها السياح العرب في تركيا.

* تاريخ منقوش:

والفاتح نسبة إلى السلطان العثماني محمد الفاتح، الذي من الله عليه بفتح المدينة سنة عام 1453، وبعدها أمر بإعادة إعمار الأسوار، وبنى الكلية التعليمية وجامع الفاتح أحد أهم معالم المدينة، وأسس لأول جامعة عثمانية.

جامع الفاتح المهيب بتصميمه المعماري، يتوسط الحي من أعلى نقطة فيه ويمكن رؤيته من عدة مناطق بإسطنبول، وفيه ضريح السلطان الفاتح ونظرا إلى ما يحتله السلطان محمد الثاني الملقب بالفاتح، من مكانة في قلوب المسلمين، يكتسب الحي ايضا أهمية روحانية إضافية.

* قبلة العرب:

خلال السنوات الأخيرة، ومع تطور العلاقات التركية العربية ثم ما شهده عدد من الدول العربية من أزمات وحروب شهدت تركيا إقبالا كبيرا من العرب، وقصد كثيرون منهم مدينة إسطنبول.

وشكل "الفاتح" منطقة جذب كبيرة لهم كونها قلب إسطنبول الكبيرة مترامية الأطراف، وكذلك قربها من أبرز الأماكن السياحية والتاريخية والأسواق المركزية؛ ففي منطقة الفاتح يقع البازاز المصري والبازار المسقوف (السوق المغطى) والسلطان أحمد...

وقد ازداد التواجد العربي بشكل ملحوظ وكثرت المحال التجارية العربية والمطاعم والمقاهي والمتاجر، حتى إن اللافتات أصبحت تُكتب بالعربية، وسماع هذه اللغة لم يعد غريبا مقارنة بـ السنوات الأخيرة وأصبح الحي كأنه قطعة من "سوريا".

سمير آدم (مصري)، يقول للأناضول إن "الفاتح نظيفة جدا والبلدية تعمل بشكل جيد. المنطقة تتميز بأسعارها المنخفضة خاصة في الملبوسات". وأضاف أنها "تعتبر سوقا تجاريا مناسبا للعرب، لأن فيها لباس عربي مناسب ومحافظا، فضلا عن موضوع اللغة الذي لا يعد عقبة أمام الزوار".

أما فيصل أسعد (يمني)، فيتحدث للأناضول عن المقومات التي تجتذب العرب في منطقة الفاتح. ويقول أسعد إنها: "تاريخية فيها مساجد كبيرة ومعروفة، والمنطقة تجتذب كثيرا من العرب، ووسائل المواصلات متوافرة بشكل جيد. إنها جميلة جدا". ويقول أسعد إن المنطقة تتميز بانتشار المطاعم العربية خاصة اليمينة والسورية، وهذا الأمر يشهد توسعا كبيرا.

* منطقة تجارية:

ويتحدث جميل أشقر وهو سوري يعمل في مكتب للخدمات الاستشارية والقانونية للأناضول حول المقومات التي تدعو رجال الأعمال والمستثمرين العرب، لاختيار حي الفاتح من أجل تأسيس شركاتهم؛ فقال إنها "منطقة سهلة الوصول لأي مستثمر، ولا بد له أن يزورها لأن الخطة الاستثمارية تبدأ من هنا". وينصح أشقر "أي أجنبي خارج تركيا يرغب في القدوم إليها زيارة منطقة الفاتح أولا".

وتشير أرقام غير حكومية، إلى تجاوز عدد أفراد الجالية العربية المقيمة في إسطنبول أكثر من مليون شخص، وفدوا إليها بشكل خاص بعد التطورات المؤسفة في المنطقة خاصة من سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا.