انطلاق فعاليات مؤتمر "بناء السلام والأمن في الشرق الأوسط" بإسطنبول

انطلقت، اليوم الثلاثاء، في مدينة إسطنبول، فعاليات مؤتمر "بناء السلام والأمن في الشرق الأوسط"، بمشاركة أكثر من 200 باحث وأكاديمي حول العالم، من 20 دولة.

وينظم المؤتمر الدولي، جامعة "إسطنبول جلشيم" (خاصة)، والمعهد التركي العربي للدراسات الإستراتيجية بالعاصمة التركية أنقرة، ومعهد إسطنبول للدراسات الاقتصادية والتعاون الدولي، ويستمر يومين.

ويهدف المؤتمر إلى مناقشة المشاكل المتصلة بالشرق الأوسط في مختلف المجالات، بهدف الإسهام في تحقيق الرفاهية والسلام والاستقرار لشعوب المنطقة.

وسيركز المؤتمر على 35 محورا رئيسيا تقريبا للمؤتمر العلمي الدولي، أهمها الصلة بين الأمن والتنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية، والخطاب السياسي والإعلامي وتأثيراته على السلام والأمن، ودور منظمات المجتمع المدني في تأسيس السلام والأمن.

وقال حسن أوكتاي، نائب رئيس جامعة "مقدونيا فيزيون"، في كلمة له بالجلسة الأولى "نحن أمام أزمة حقيقية في سوريا، ومعروف من مسببها".

وأضاف أوكتاي، أنه "من لطف الله، أن وقعت حادثة محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا (2016) ثم بدأت عمليتا درع الفرات وغصن الزيتون، وهنا بدأت عودة الدور التركي الفاعل في الشرق الأوسط".

وشهدت أنقرة وإسطنبول، في 15 يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "غولن" الإرهابية؛ للسيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.

يذكر أن تركيا والمعارضة السورية تمكنتا، خلال عملية "درع الفرات"، من تطهير مناطق واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي؛ بينها مدينتي الباب وجرابلس (شمالي سوريا)، من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، في الفترة بين أغسطس/آب 2016 ومارس/آذار 2017؛ ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.

وفي 24 مارس 2018، تمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر من تحرير كامل منطقة عفرين من الإرهابيين في عملية أطلق عليها اسم "غصن الزيتون" واستمرت نحو شهرين لتبدأ أعمال تمشيط وتفكيك المخلفات العسكرية، وتأمين عودة الأهالي إلى منازلهم.

ولفت أوكتاي، إلى أن "البعض يعتبر أن تركيا تحتل أراضي عربية في سوريا، وأنا أقول إن الأمريكيين الذين يأتون من آلاف الكيلومترات، لا يعتبرهم البعض احتلالا، أما الأتراك وهم إخوانكم وجيرانكم حينما جاؤوا لمساعدتكم وجاؤوا لقتال المنظمات الإرهابية، وصفتم تصرفهم بالاحتلال، أليس هذا بعجيب".

بدوره، شدد عبد الله زكريا، رئيس المركز الإفريقي للدراسات الإستراتيجية والأمنية، أنه "لا يزال جيل من أبنائنا يتبنى الإرهاب، وما زال منهم من يتحدث عن الانفصال عن هوية الأمة المسلمة، ينبغي لنا تربية جيل كامل، في التعليم والفكر والثقافة".

وأشار زكريا، إلى أن "ثقافة المجتمع عندنا في البلاد الإسلامية، تغيرت بعد سقوط الدولة العثمانية، ونحن اليوم بحاجة إلى قراءة التجربة الفريدة لتركيا".

واعتبر أن "السلام والأمن لا يفرضان من الخارج ولا يمكن شراؤهما، وإن لم نشعر بهما في حياتنا فتلك مشكلة، وينبغي لمؤسساتنا التعليمية ومراكز أبحاثنا أن تهتم بتطوير مفهوم الأمن والسلام في منطقتنا".

يشار أن المؤتمر سيناقش أيضاً الإدارة النزيهة والعادلة للثروات، والفقر والتعداد السكاني وصلته بالسلام والأمن، والدبلوماسية وإدارة العلاقات الدولية وصلتها بتأسيس الأمن والسلام.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.