أهمية مشاركة دور النشر التركية في معارض الكتب العربية

أسماء كامل
الشارقة
نشر في 09.11.2021 16:42
آخر تحديث في 09.11.2021 21:19
ديلي صباح ديلي صباح

بدأت دور النشر التركية بإثبات دورها المتزايد في إيصال الفكر والحضارة والتاريخ والفنون القديمة والمعاصرة التركية والعثمانية إلى القارئ العربي في عموم دول العالم وخصوصاً في الوطن العربي، من خلال تنامى حضورها في معارض الكتب العربية التي تقام في البلاد العربية أو في مراكز تنشط فيها الجاليات العربية والإسلامية حول العالم.

وتشارك أكثر من 10 دور نشر تركية أو عربية تتخذ من تركيا مقراً لها في معرض الشارقة الدولي للكتاب العربي الذي تستمر فعالياته في دورته الـ 40 حتى 13 نوفمبر/تشرين الثاني، في مركز إكسبو للمعارض في الشارقة، ومنها دار "أكدام" ودار "أكيول" ودار "موزاييك" وغيرها.

وفي لقاءات عديدة أجرتها صحيفة ديلي صباح مع المسؤولين عن دور النشر التركية المشاركة، أوضحوا أن القارئ العربي مهتم بالاطلاع على محتوى الأدب التركي الذي نشطت حركة الترجمة حديثاً في نقل الكثير منه إلى اللغة العربية، وذلك بسبب الجذور التاريخية والدينية العميقة التي تربط المجتمع العربي بالمجتمع التركي، ناهيك عن تزايد دور تركيا السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وفي حديث مع السيد "أمين فرات أوغلو" المسؤول عن منصة دار النشر التركية "أكدام"، أوضح أنهم ينظرون بأهمية كبيرة لمشاركتهم بالمعارض العربية لأن الكتب التي يقومون بنشرها وتسويقها فريدة وعليها إقبال كبير وخصوصاً كتب تعليم اللغة التركية ودليل المحادثة المبسط وأيضا كتب قواعد اللغة العربية التي تعدها دور النشر التركية خصيصاً للأجانب بأسلوب بسيط ومشوق.

وقال إنهم يشاركون هذا العام بأعداد كبيرة من الكتب تتجاوز المئة كتاب من مختلف المواضيع ولفئات عمرية متباينة ابتداءً من الأطفال وحتى مراحل العمر المتقدمة حيث يعشق القراء العرب الروايات التركية الشهيرة التي ترجمت إلى العربية أو تلك التي تحولت إلى مسلسلات أو أفلام، مروراً بأعمار الشباب الأتراك المهتمين بتعلم العربية لأغراض دينية أو عملية أو إعلامية، وكذلك الشباب العرب الذين يتهافتون على تعلم التركية لأغراض العمل والتجارة والصحافة وفهم الدراما التلفزيونية التي باتت منتشرة في العالم العربي على نطاق واسع.

وأضاف: "تتناول الكتب المعروضة في دور النشر التركية مواضيع غزيرة منها سياسي ومنها تاريخي ومنها تعليمي يتعلق باللغة واستخداماتها المتنوعة من دراسات شرعية أو كتب محادثة أو علوم نحو وصرف. كما أن منصات دور النشر التركية في كل المعارض العربية تحتوي في الواقع على كتب جلها باللغة العربية لكنها تضم أيضاً مجموعات من كتب اللغة التركية والانكليزية والفارسية".

وحول مشاركتهم في معارض الكتب العربية قال "فرات أوغلو":"نحرص دائماً على المشاركة في معارض الكتاب العربي الدولية وقد شاركنا في معرض إسطنبول للكتاب العربي في الأعوام السابقة وهذا العام أيضاً كما شاركنا في معرض الشارقة الدولي في العام الماضي، وتلقى كتبنا إقبالاً من الجمهور بشكل متزايد وخصوصاً كتب تعليم اللغة التركية والعربية ليسرها وبساطة طريقة عرض المعلومات فيها وأيضاً لجمال طباعتها وحسن إظهارها".

أما دار نشر "موزاييك" التركية فقد تحدث مالكها ومديرها "محمد طه عثمان" قائلاً:"تهتم دار موزاييك بترجمة الأدب التركي الراقي إلى اللغة العربية من خلال إقامة مسابقة الترجمة السنوية التي تشجع الشباب المُجيدين للغتين على خوض تجربة الترجمة الفريدة وإضافة لمسات الصياغة الإبداعية عليها، وتتم مكافأة الفائزين في المسابقة من خلال جوائز نقدية إضافة لنشر الكتب الثلاثة الأولى وتسويقها على نفقة الدار".

وفي معرض إجابته عن سؤال يتعلق بأكثر الكتب مبيعاً قال "عثمان":"أكثر الكتب مبيعاً بشكل عام كتاب الرئيس رجب طيب أردوغان - العالم يمكن أن يكون أكثر عدلاً- من إصدار مؤسسة تركواز ميديا الإعلامية الذي لاقى إقبالاً منقطع النظير جعل النسخ تنفذ بمجرد عرضها، وكذلك كتاب عن السلطان عبد الحميد ونهضة الدولة العثمانية ومن ثم كتب الأدباء الأتراك المترجمة إلى العربية مثل كتاب البائسة للكاتبة خالدة أديب وكتاب صوت للكاتب صباح الدين علي وكتاب إنانا للكاتب مراد تونجل إضافةً إلى كتاب روائع من التاريخ العثماني للكاتب أورهان محمد علي وغيرها".

ومع استمرار أيام المعرض لا يزال الإقبال كبيراً على جميع الكتب في منصات دور النشر التركية بشكل عام، لأن المعارض تنشط الحركة الثقافية ليس في المدينة التي تقام فيها فحسب بل في المنطقة كلها بشكل عام، والقارئ العربي صار أكثر إقبالاً على الكتب التي تلامس همومه مثل تعلم اللغات الأجنبية التي باتت جزءاً من حياته خارج وطنه أو فهم التغيرات السياسية والديموغرافية المستجدة والرجوع إلى ثراء التاريخ القديم والحديث الذي يربطه بالدولة العثمانية من الناحية الدينية والجغرافية.