أردوغان: جئت من الطرف الآخر للعالم تعبيراً عن احترام شعبي لمحمد علي

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الأفكار التي طرحها أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي، في الحرية والمساواة ورفض الحرب حية حتى يومنا هذا، مشيراً إلى أن مشاركته في مراسم التشييع هي بمثابة "عربون احترام" من شعبه للراحل.

جاء ذلك في مقال له نشرته وكالة أنباء "بلومبيرغ نيوز" الدولية في قسم وجهات نظر، اليوم الجمعة.

واستهل أردوغان مقاله بالتعليق على حضوره جنازة محمد علي بمدينة لويفيل مسقط رأس الراحل بولاية كنتاكي الأمريكية، يوم أمس الخميس، قائلاً: "هل لكم أن تخمنوا السبب وراء قدوم رئيس الجمهورية التركية من الطرف الآخر للعالم من أجل المشاركة في جنازة ملاكم أمريكي؟ الجواب بسيط: من أجل أن أقدم رسالة احترام باسم شعبي".

وأضاف "سيرة محمد علي يجب أن لا تنتهي هنا، فقادة العالم قادرون على حلِّ الكثير من المشاكل العالقة بإحياء المثل العليا للراحل".

وتابع: "العالم لا يعشق محمد علي لبطولاته الرياضية التي حققها فحسب، بل أيضا لتأثره بمواقفه السياسية".

واستذكر أردوغان في مقالته جملة محمد علي الشهيرة عندما رفض الذهاب إلى الخدمة العسكرية من أجل المشاركة في حرب فيتنام "ليس لدي أي سوء تفاهم مع الفيتناميين، لن أذهب إلى مكان يبعد عن بيتي 10 آلاف ميل من أجل أن أكون عوناً في قتل وحرق شعب فقير".

وأشار الرئيس التركي إلى أن أكثر الأشياء التي شغلت أسطورة الملاكمة "هي الربط بين اسم الإسلام والمسلمين بالعنف والكراهية والتوترات، بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001" مؤكداً أن الراحل "كان على حق، لأن مليار و700 ألف مسلم حول العالم تأثروا من هذه الأحداث، عندما مورست بحقهم حملات تضليل وتفرقة".

وقارن أردوغان بين المُثل العليا لمحمد علي والمبادئ الأساسية التي تسير عليها السياسة التركية، بقوله إن بلاده "اليوم أكبر مستضيف للاجئين في العالم، باحتضانها ثلاثة ملايين سوري منذ عام 2011 (بداية الأزمة السورية)، والثالثة عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية".

وفي هذا الصدد أوضح أن بلاده قدمت للاجئين السوريين 10 مليارات دولار، استفادوا من خلالها في مجالات عدة منها التعليم والطبابة المجانية.

ودعا أردوغان المجتمعات الإسلامية إلى عدم نسيان محمد علي، كما دعا المسيحيين واليهود الذين يعيشون في المجتمعات الإسلامية، أن يكونوا جزءاً من المجتمعات التي يعيشون فيها.

وأدى الآلاف صلاة الجنازة على جثمان محمد علي، في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأميركية، أمس الخميس، على أن يوارى جثمانه الثرى اليوم الجمعة، في مراسم ستشهد مشاركة شخصيات عالمية ورؤساء دول بينهم الرئيس التركي، وسط حشد جماهيري كبير.

وتوفي محمد علي، فجر السبت الماضي، عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض شلل الرّعاش (باركينسون)، في إحدى المستشفيات بولاية أريزونا، جنوب غربي الولايات المتحدة.

وإلى جانب البطولات العالمية التي حققها الملاكم الشهير، كان له دور في الحياة السياسية الأمريكية، بتقديمه الدعم لحركات السّود والمسلمين، وساءت حالته الصحية منذ عام 2014، بعد إصابته بعدوى المسالك البولية.

وقد اعتنق الراحل الإسلام عام 1964، وغيّر اسمه من "كاسيوس مارسيلوس كلايجونيور" إلى "محمد علي"، وفاز ببطولة العالم للوزن الثقيل 3 مرات على مدى 19عامًا في 1964، و1974، و1978.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.