جاوش أوغلو يحذر من تداعيات استفتاء انفصال الإقليم الكردي شمال العراق

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 15.06.2017 00:00
آخر تحديث في 15.06.2017 22:45
جاوش أوغلو يحذر من تداعيات استفتاء انفصال الإقليم الكردي شمال العراق

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، إن اعتزام الإقليم الكردي تنظيم استفتاءٍ حول انفصاله من العراق، خطير وعمل تصعيدي.

جاء ذلك في تصريح أدلى به جاوش أوغلو، للإعلام الكويتي في إطار زيارة للبلاد.

وأكد الوزير التركي، دعم بلاده بشكل قوي لوحدة وسلامة الأراضي العراقية والسورية، وشدد على أن تركيا لن تسمح بتشكيل "كانتون إرهابي" في سوريا. وأضاف: "العراق يواجه مشاكل كثيرة، فهو يكافح تنظيم داعش، إضافة إلى مشاكل أخرى، ومن غير المناسب استغلال هذا الوضع (تنظيم الاستفتاء)".

كما أكد جاوش أوغلو، أن سعي الإقليم الكردي رفع أعلامه فوق المؤسسات الحكومية في مدينة كركوك ليس صائباً، وقال إن جميع البلدان التي التقى مسؤوليها يعارضون تنظيم استفتاء في الإقليم حول الانفصال.

والأسبوع الماضي، أعلن زعماء أكراد عقب اجتماع للأحزاب بإقليم شمال العراق حضره رئيس الإقليم مسعود برزاني، تحديد 25 سبتمبر/أيلول المقبل، موعداً لإجراء الاستفتاء. والاستفتاء المزمع غير ملزم، ويتمحور حول استطلاع رأي سكان المحافظات الثلاث بالإقليم، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، فيما إذا كانوا يرغبون في الانفصال عن العراق من عدمه.

وفيما يتعلق بادعاءات بعدم الارتياح الأمريكي من العلاقات التركية الروسية، أوضح جاوش أوغلو، أن علاقات بلاده كانت أفضل مع موسكو قبل إسقاط تركيا قاذفة روسية انتهكت مجالها الجوي عام 2015. وتساءل قائلاً: "علاقاتنا كانت جيدة بشكل أكبر قبل إسقاط المقاتلة الروسية، وفي ذلك الوقت لم تكن الإدارة الأمريكية تبدي قلقها، فلماذا تبديه اليوم؟"

ولفت إلى أن الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، كانوا يطلبون من تركيا، تحسين علاقاتها مع روسيا، في الاجتماعات المشتركة، خلال أزمة أنقرة مع موسكو، مستدركاً أنه لدى تطبيع العلاقات بين البلدين، بدأت البلدان ذاتها طرح تساؤلات عن علاقاتنا مع روسيا.

وبخصوص علاقات تركيا مع الولايات المتحدة، أوضح الوزير التركي أن بلاده تمتلك علاقات أفضل في الوقت الحالي، مقارنة بالعلاقات مع الإدارة السابقة (باراك أوباما). واستدرك جاوش أوغلو، أنه ليس من الصواب مواصلة الولايات المتحدة، تقديم دعمها لتنظيم "ب ي د" الإرهابي الامتداد السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، والعمل مع هذا المنظمة في عملية استعادة مدينة الرقة من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي. وشدد على أن تعاون واشنطن مع تنظيم إرهابي مثل "ب ي د" عمل لا يليق ببلد مثل الولايات المتحدة، مبيناً أنه لا يوجد فرق بين إرهابي جيد وإرهابي سيئ.

وفي الشأن الخليجي والأزمة التي تعيشها المنطقة مؤخراً، أوضح جاوش أوغلو أن جمهورية مصر العربية طرف في الأزمة الخليجية. وأضاف: "طبعاً فإن أحد أسباب اندلاع هذه الأزمة، هو إطلاق مصر صفة الإرهاب على جماعة الإخوان المسلمين"، مستدركاً أن وصف حركة مثل الإخوان المسلمين بالإرهاب ليس صائباً. وأردف: "تصنيف جميع من هو ضدك تحت مسمى الإرهاب نهج غير صحيح".

ولفت إلى أن الإخوان المسلمين، منخرطون في الحياة السياسية في كل من تونس والمغرب والكويت والبحرين وسلطنة عمان، متسائلاً: "هل نعت هؤلاء بالإرهابيين أمر صحيح؟". جاوش قال إن تركيا تبذل جهوداً من أجل تعزيز علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة، وأكد أن "تركيا لا تميّز بين بلد وآخر في علاقاتها مع بلدان الخليج". وجدد استعداد تركيا للعب دور الوساطة في سبيل إيجاد حل للأزمة عبر الحوار.

ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ"دعم الإرهاب"، فيما خفضت جيبوتي والأردن تمثيلهما الدبلوماسي لدى الدوحة. بينما لم تقطع الدولتان الخليجيتان الكويت وسلطنة عُمان علاقاتهما مع قطر.

ونفت الدوحة الاتهامات بـ"دعم الارهاب" التي وجهتها لها تلك الدول، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.