الرئاسة التركية تنشر فيديو عن التنوع الثقافي والديني والعيش المشترك

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 29.07.2020 11:33
إسطنبول.. نشاطات اجتماعية يشارك فيها اليهود مع المسيحيين مع المسلمين إسطنبول.. نشاطات اجتماعية يشارك فيها اليهود مع المسيحيين مع المسلمين

تأكيداً على ثقافة العيش المشترك بين الأتراك المسلمين وبقية المواطنين من طوائف مختلفة كاليهود والروم والأرمن والسريان في إسطنبول، نشر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، مقطع فيديو يظهر هذا التعايش في أجمل صوره.

وبث فخر الدين ألطون، الثلاثاء، المقطع عبر حسابه على تويتر، مرفقا بعبارات باليونانية جاء فيها : "أقدمنا على خطوات غير مسبوقة بقيادة السيد الرئيس، لتحقيق مبدأ المواطنة المتساوية، وحماية التنوع الثقافي والديني لشعبنا، انطلاقا من وعينا بأننا نشكل تركيا معا".

وتضمن المقطع حوارات وتجارب شخصية حول ثقافة العيش المشترك بين المواطنين الأتراك المسلمين وأبناء الشرائح الأخرى من المجتمع.

وقالت المواطنة التركية من أصول أرمنية، سرلي كيج أوغلو أوسلاي، إنها متزوجة من مسلم اسمه محمد لافتة إلى أنهما يربيان ابنتهما وفق الثقافة والتقاليد الإسلامية والمسيحية معا.

وأشارت إلى أن في حي كوزغونجوك في إسطنبول، 3 كنائس أرمنية وكنيسة لاتينية كاثوليكية، وكنيسا يهوديا ومسجدا متجاورين.

ولفتت إلى أن وجود هذا الكم الكبير من المعابد في حي صغير يعكس مدى الثراء الثقافي للمنطقة.

وأشارت إلى أن الأرمن والروم واليهود في الحي، لا يتناولون الطعام في الشوارع والحدائق قبل موعد الإفطار في رمضان، احتراما لمشاعر المسلمين.

وشددت أوسلاي على أنها لم تتعرض للإقصاء أو التهميش إطلاقا لكونها أرمنية، مشيرة أن هويتها لطالما تم النظر إليها في تركيا كمصدر ثراء للمجتمع.

بدورها قالت ألبينا قزماز أوغلو المولودة بإسطنبول عام 1935 من سكان حي صاماتيا، إنه لا يوجد تمييز على أساس عرقي في هذه المدينة.

ونوهت أن الجيران من مختلف الأطياف يعيشون في وئام، ويتبادلون التهاني بالأعياد.

بدوره، أوضح دوغان كوندوغدو، المولود في قرية "قره تشان" بولاية ألازيغ عام 1947، أنه أكمل دراسته الابتدائية في منطقته وأنتقل بعد ذلك إلى إسطنبول في السن الـ 13، وبدأ العمل في الجزارة لدى رومي في حي "طارلا باشي".

ولفت أن حياته تغيرت بعد أن واصل العمل لدى جزار يدعى "نيكو" في جزيرة "كنالي" بإسطنبول.

وقال: "عملنا مع نيكو سويا حيث استقبلني في منزله وساندني حينما مرضت، ورباني مثل ابنه".

وأضاف: "لم يحدث بيننا أي مشاكل بين المسلمين والروم والأرمن والسريان في الجزيرة ونعيش معا في وئام".

وتابع كوندوغدو "نحن أصدقاء ونجلس في المقهى ذاته وليس بيننا أي تمييز، وهذا التنوع هو من صنع من إسطنبول مدينة عريقة".

أما أورهان توركار، فأوضح أن زوجته من أصل رومي وأنه تعرف عليها بينما كانت تعمل مرشدة سياحية باللغة اليونانية.

وأعرب توركار، عن سعادته من السياسات المتبعة حيال غير المسلمين في السنوات الـ 15 الماضية.

وعبر توركار، عن سعادته لتقديم الرئيس أردوغان التهاني بمناسبة عيدي الميلاد والفصح.

المواطن التركي من أصل أرمني "نيك ميردينيان"، وهو صاحب محل في السوق المسقوف منذ 1968، قال إنه أبصر النور وترعرع وسط خليط "موزاييك" رائع في هذا السوق، وحي قوم قابي التاريخي القريب.

بدورها، أليكسيا كوتام"، وهي أرمنية الأصل، أفادت أن أكثر صديقة مقربة لها هي تركية من ولاية إزمير، قائلة "علينا الشعور بالفضول لمعرفة شيء ما، ويجب على الطرفين الشعور بالفضول تجاه الآخر".

وشددت على أن زيادة مساعي تركيا في الأعوام الـ15-20 الأخيرة، إزاء إحياء نسيج متعدد الثقافات واللغات والأديان، يبعث السعادة والامتنان.

من جانبه، أشار الأرشمندريت الكاستوري "أغاثانغيلوس سيسكوس"، الذي يعمل في أرشيف بطريركية الروم الأرثوذكس بإسطنبول، إلى تركيبة إسطنبول تشبه تركيبة مدينة كاستوريا اليونانية، التي ينتمي إليها.

وأردف أن كاستوريا (شمالي اليونان) مدينة متعددة الأديان والثقافات، وأنه لا يشعر بالغربة في إسطنبول أبدا.