المنح الدراسية التركية تشهد انتشاراً واسعاً في الصومال

وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور، الذي تلقى تعليمه في تركيا (الأناضول)

اجتذب برنامج المنح الدراسية التركية الشهير المقدم للطلاب الدوليين، انتباه الشباب الصومالي ممن يخططون للاستفادة من علاقات بلادهم القوية مع تركيا.

فمنذ أن أحيت تركيا والصومال علاقاتهما بزيارة تاريخية عام 2011 قام بها رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان، استفاد آلاف الصوماليين من برنامج المنح التركية، محققين حلمهم بالحصول على درجة علمية مرموقة.

وبعد أكثر من 10 سنوات، تواصل أعداد كبيرة من الطلاب الصوماليين التسجيل في البرنامج كل عام، حيث أصبحت الصومال واحدة من أكثر البلدان في إفريقيا إرسالاً للطلاب إلى تركيا من أجل تلقي التعليم العالي. وبعد التخرج يعود عدد كبير منهم إلى بلادهم لبدء حياتهم المهنية. ومن بين الطلاب السابقين وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور، الذي تلقى تعليمه في تركيا بعد أن أصبح دبلوماسياً وشغل منصب وزير العدل قبل تولي منصبه الحالي.

ولا يطمح الطلاب الصوماليون بالذهاب إلى تركيا للحصول على تعليم جامعي فقط بل إن بعضاً منهم يحلم بأن يكمل تعليمه الثانوي في تركيا أيضاً. فهذه "أنيسة عبد القادر علي" البالغة 19 عاماً، أخبرت وكالة أنباء الأناضول أنها حاولت على مدار العامين الماضيين السفر إلى تركيا عدة مرات لإكمال تعليمها الثانوي، بعدما اضطرت لترك مدرستها الثانوية في منطقة "شعبيلي السفلى" في الصومال بسبب انعدام الأمن وانخفاض دخل والدها. ونظراً لأن عمتها تقيم في العاصمة التركية أنقرة، فقد كانت تحلم بالذهاب إلى تركيا لإكمال دراستها الثانوية ثم لتباشر دراسة الطب في إحدى الجامعات هناك.

من جانبه قال "محمد محمود" نائب رئيس رابطة خريجي الصومال في تركيا في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الأناضول في مقديشو، إنه وفقاً لعدد المنح الدراسية المقدمة للصوماليين منذ عام 2011 ، فإن الصومال هي المستفيد الأكبر من المنح الدراسية التركية في إفريقيا. ودرس محمد أيضاً في تركيا وتخرج من جامعة فرات في ولاية إيلازيغ. وبعد عودته إلى بلاده، أصبح نائباً لرئيس جامعة "SIMAD" إحدى أفضل الجامعات في الصومال.

وحول عدد الطلاب الصوماليين المستفيدين من المنحة التركية قال محمد: "أقدّر أن ما يزيد عن 5000 طالب صومالي نشط موجودون في تركيا الآن. وقد ذهب أكثر من 9000 طالب صومالي إلى تركيا إما من خلال منحة تركية كاملة أو جزئية، أو بتمويل ذاتي".

وأوضح أن تركيا دولة راقية تتمتع بمستوى معيشي مرتفع، وأن الذين عادوا إلى الصومال يلعبون أدواراً مختلفة في البلاد. وهم يعملون الآن إما في مجال التعليم مثل المدارس الثانوية أو الجامعات أو الكليات أو المؤسسات العامة، أو في وكالة الهجرة والمطار. كما أنشأ بعضهم أعمالهم التجارية الخاصة الممنوحة من قبل شركات دولية مقرها في تركيا.

وفي حديثه عن برنامج المنح الدراسية التركي، قال محمد إنه لعب دوراً هاماً في تنمية الصومال. وأضاف:"لقد خلق هذا البرنامج الأمل للعديد من الشباب الصوماليين لمواصلة تعليمهم في الخارج. كذلك أصبح جزءاً من عملية صنع السلام في الصومال لأنه عندما يتعلم الناس جيداً فسيصبح المجتمع سلمي ومعافى".

وتحدث "محمد عيسى عبد الله" إلى الإعلام التركي أيضاً، وهو من أوائل طلاب الصومال الذين تقدموا بطلب للحصول على المنحة الدراسية في تركيا حيث درس الشريعة والاقتصاد والإدارة والقيادة التنظيمية في جامعة أولوداغ. وقال لوكالة الأنباء أن هناك بعض التحديات التي يواجهها الطلاب الصوماليون في تركيا، من بينها حاجز اللغة. مذكّراً أن الجامعات التركية تدرّس جميع المقررات باللغة التركية وهذا من أكبر التحديات التي يواجهها الطلاب الصوماليون في مسيرتهم التعليمية.

كما أعرب الخريج "عبد الكريم عبد الله" الذي درس أيضاً في تركيا عن امتنانه لجودة المعايير الخاصة بنظام التعليم في تركيا إلى جانب عوامل سياسية واقتصادية أخرى تجعل تركيا الخيار الأفضل.

وقال "عبد الله": "لا يزال الصومال أحد أكبر المستفيدين من المنحة منذ زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان الأولى لمقديشو عام 2011. ويذهب الطلاب إلى تركيا للدراسات الجامعية والدراسات العليا على حد سواء بسبب الامتيازات والأولوية المعطاة للطلاب الصوماليين".

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.